تسببت إسرائيل في ارجاء "حركة المقاومة الاسلامية" حماس اعلان قرارها النهائي بشأن وقفٍ لاطلاق النار يمكن أن يمهد للبدء بتطبيق "خريطة الطريق"، اذ شنّت أمس حملة اعتقالات جماعية و"عائلية" في مدينة الخليل طاولت 150 فلسطينياً في صفوف حركة "حماس"، ومع ذلك توشك المحادثات الامنية بين الاسرائيليين والفلسطينيين ان تتوصل الى اتفاق. راجع ص 5 وجاءت حملة الاعتقالات هذه في وقت اعلن مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز انه ابلغ الرئيس المصري حسني مبارك امس ان الرئيس جورج بوش لديه "تصميم شخصي" للتحرك قدماً من أجل تنفيذ "خريطة الطريق" التي وصفها بأنها "السبيل لإنهاء العنف وتحقيق الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة سلطة فلسطينية واحدة"، في مقدورها "التحرك على نحو واضح لإنهاء الارهاب ونشاط الجماعات المتطرفة"، و"على الجانب الآخر إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967 من خلال المفاوضات المباشرة والتحرك بوضوح نحو تحقيق رؤية اقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية وفق رؤية بوش". شملت حملة الاعتقالات في الخليل فتياناً لا تتجاوز أعمارهم الثالثة عشرة ونساءً وشيوخاً وطلبة مدارس وجامعات، ورافقها تنكيل وارهاب واعتداءات وتخريب واستخدمت فيها الكلاب. وبين المعتقلين 70 من أفراد عائلة الشهيد عبد الله القواسمي، القائد العسكري ل"كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري ل"حماس" الذي اغتالته قوات الاحتلال في الخليل قبل ثلاثة أيام. ونددت السلطة الفلسطينية بالممارسات الاسرائيلية الأخيرة خصوصاً الاعتقالات التي وصفها وزير شؤون مجلس الوزراء ياسر عبد ربه بأنها "جنون اسرائيلي". ولفت في تصريحات صحافية الى إن الحكومة الاسرائيلية تفتعل التصعيد بهدف "إفشال الهدنة وخريطة الطريق وجهود اللجنة الرباعية، شارون يريد كسب مزيد من الوقت ليتمكن من بناء الجدار العازل وتحويل المدن الفلسطينية الى خمسة كانتونات في الضفة وثلاثة في القطاع مسلوبة أرضها الزراعية ومياهها ويمكن ان يسمي ذلك دولة فلسطينية موقتة الحدود". وكان متوقعا ان يرد الاسرائيليون امس على مطالب قدمها وزير الشؤون الأمنية الفلسطيني محمد دحلان خلال اجتماعه مساء الاثنين مع مسؤول شؤون الاحتلال في الحكومة الاسرائيلية عاموس غلعاد. وتشمل المطالب وقف الاغتيالات وانسحاباً اسرائيلياً شاملاً من قطاع غزة بما في ذلك إزالة الحواجز العسكرية على مفترق طرق قرب مستوطنة "نتساريم" ووقف كل أشكال التوغلات والاجتياحات والسماح بترميم مطار غزة الذي دمره الاحتلال تمهيداً لإعادة تشغيله. اجتماع متوقع في القاهرة ونفى قياديان بارزان في حركة "المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي في فلسطين" انهما كانتا ستعلنان موقفهما من الهدنة امس، كما أُشيع في الاوساط السياسية ووسائل الاعلام. وقالت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان دعوة مصرية وجهت الى الفصائل الفلسطينية للاجتماع في القاهرة نهاية الاسبوع، وتوقعت اعلان "هدنة" في ختام هذا الاجتماع. واشارت المصادر الى ان موقف "حماس" يميل الى قبول الهدنة.