أثار حضور الحاكم الاميركي بول بريمر "المنتدى الاقتصادي" في الشونة الاردن ممثلاً العراق جدلاً في بغداد وفي اوساط "المنتدى" أيضاً. وأعلن بريمر أن بعض ارباح مبيعات النفط العراقي "يمكن ان يوزع مباشرة على العراقيين... على غرار ما تفعل الولاياتالمتحدة في ولاية ألاسكا". فيما اعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان أن مؤتمراً في شأن اعادة اعمار العراق سيعقد الاسبوع المقبل في نيويورك بحضور وفد عراقي. وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان العرب يأملون في المساعدة في اعادة اعمار العراق. في غضون ذلك وقع انفجار ضخم مساء أول من أمس استهدف انبوب غاز شمال غربي بغداد قد يؤثر في توزيع الكهرباء في العاصمة. وقتل جندي أميركي وجرح ثلاثة في حادثين منفصلين أمس. ودعا نائب وزير الخزانة الأميركي جون تايلور في حديث لصحيفة "يديعوت احرونوت" الشركات الاسرائيلية الى استغلال "الواقع الاقتصادي الجديد" في العراق والفرص الهائلة امامها والمشاركة في اعادة اعمار هذا البلد، فيما حذرت خطب ائمة ومناشير ومقالات صحافية من ان اليهود يشترون منازل واراضي في العراق. وفي غضون ذلك زار مسؤول اسرائيلي عن الهجرة اليهودية الى الدولة العبرية بغداد الاسبوع الماضي، وأجرى اول اتصال مع يهود العراق البالغ عددهم 34 شخصاً هم بقايا واحدة من ابرز الجاليات اليهودية في العالم. وبعد اجتماع مع بريمر، أشار انان الى "اتجاه واضح الى تشكيل سلطة عراقية انتقالية" وقال ان بريمر يتوقع تحقيق تقدم في هذا المجال "خلال الاسبوعين المقبلين او في مستقبل قريب لاقامة تلك السلطة مع غيرها من المؤسسات السياسية" في العراق. لكن عمرو موسى رأى ان خطط الولاياتالمتحدة لاقامة هيئة سياسية عراقية "ليست كافية". ودعا واشنطن الى "الاصغاء الينا ... العراق دولة عربية ونحن معنيون". الى ذلك وصف المدير العام لمصفاة الدورة داثر القصاب الانفجار الذي استهدف انبوب غاز شمال غربي بغداد، بأنه "عمل تخريبي" مشيراً الى انه "قد يؤثر على توزيع الكهرباء في بغداد". وفيما أجّلت "شركة نفط الشمال" العراقية ضخ النفط الى تركيا استؤنف تصدير النفط العراقي أمس من المخزون وجرى تحميل ناقلة تركية بأول شحنة نفط عراقي منذ الحرب من الكميات المخزونة في ميناء جيهان التركي الى مصفاة توبراش في غرب البلاد. ميدانياً قتل جندي اميركي وأصيب آخر في هجوم بالقنابل اليدوية أمس استهدف قافلة عسكرية في خان عزاز على بعد حوالى 20 كلم جنوببغداد. كما جرح جنديان آخران عندما انفجر لغم بسيارتهما في بلدة هيت العراقية على بعد نحو 140 كيلومتراً شمال غربي بغداد. وبذلك ارتفع الى 53 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ الاول من أيار مايو تاريخ اعلان الرئيس جورج بوش نهاية العمليات العسكرية الرئيسية في العراق. وحذر مسؤولون أميركيون من ان أنصار الرئيس العراقي السابق صدام حسين يعملون على تجنيد مقاتلين عرب ومسلمين آخرين، إضافة إلى العراقيين، لمحاربة القوات الأميركية والحليفة في العراق. وأكد مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية وجود مقاتلين عرب من جنسيات مختلفة "أكثر بكثير مما نعلم"، فيما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أمس نقلاً عن مسؤول كبير في المخابرات ان الرئيس جورج بوش بالغ في تضخيم الخطر العراقي.