توقع ممثل الاحتلال الامريكي حاكم العراق الفعلي (بول بريمر) امس ان يصعد المسلحون هجماتهم ضد قوات الاحتلال معتبرا تلك العمليات تستهدف وقف جهود اعادة الاعمار على حد قوله وقال : ان مئات من المقاتلين الاجانب دخلوا الى البلاد. واكد بريمر في مقابلة مع صحيفة التايمز البريطانية أن القوات الامريكية لن تخرج من العراق بيد هؤلاء المقاتلين لان ثمن الفشل اكبر من ان يتحمله العراق نفسه والشرق الاوسط دون ان يذكر ما اذا كانت الولاياتالمتحدة قادرة على تحمل الهزيمة. وقال بريمر سنواجه هجمات متزايدة وارهابا متزايدا لان الارهابي يمكن ان يرى سير اعادة الاعمار يتحرك في اتجاهنا. وتابع سيكون هناك اكثر من مشكلة في الشهور القادمة ما لم تتحسن معلومات المخابرات. وتلقي واشنطن على مؤيدي الرئيس العراقي السابق صدام حسين والمقاتلين الاجانب ومنهم اعضاء في تنظيم القاعدة بالمسؤولية عن الهجمات التي اودت بحياة 150 جنديا منذ اعلن الرئيس الامريكي جورج بوش انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية في الاول من مايو ايار. وقال بريمر للصحيفة عواقب عدم نجاحنا هنا ستكون وخيمة جدا. انها مهلكة للعراقيين وربما للشرق الاوسط بنفس الدرجة تقريبا. ونقل عنه قوله انه ربما لا يضم اعضاء سابقين في اجهزة مخابرات صدام الى قوة خاصة عراقية لمواجهة تزايد الهجمات لكن ذلك ليس مستحيلا. واعرب بريمر عن تعاطفه مع الشعب العراقي وقال ان الوقوع تحت الاحتلال ليس مريحا. لكنه اضاف وليس مريحا ان تكون قوة احتلال. ودوت أصوات انفجارات قوية في انحاء بغداد الليلة قبل الماضية وقالت الشرطة ان قذيفة مورتر اصابت منزلا في المنطقة. لكن لم تتوفر تفاصيل فورية عن سقوط ضحايا. ويبدو انه رابع هجوم بالمورتر من جانب المقاتلين على العاصمة خلال اسبوع. وتزايدت جرأة المقاومين في شن هجمات بالمورتر على ادارة الاحتلال التي تقودها الولاياتالمتحدة بمنطقة الكرخ على الجانب الغربي من نهر دجلة. ولم يسقط قتلى لكن وقعت اصابات عديدة في صفوف قوات الاحتلال. وقصفت طائرات حربية امريكية اهدافا يوم الاحد في غارات جوية استؤنفت الاسبوع الماضي لاول مرة منذ اكثر من ستة اشهر بعد اسقاط ثلاث مروحيات امريكية. وفي احدث الغارات الجوية الجديدة اسقطت طائرات من طراز اف-16 ثلاث قنابل زنة 500 رطل قرب بلدة الفلوجة في منطقة الى الغرب من بغداد حيث قتل 16 جنديا امريكيا عندما اسقطت مروحيتهم وهي من طراز تشينوك قبل اسبوع. وصرح مصدر عسكري امريكي بان هذه الغارات الجوية جاءت بعد تعرض الجنود الامريكيين لهجمات. ونفذت القوات الامريكية في تكريت مسقط رأس صدام حسين عملية جديدة لملاحقة المقاتلين. وقالت الميجر جوسلين ابرل المتحدثة باسم الفرقة الرابعة مشاة اذا استدعى الامر فسننفذ المزيد من استعراضات القوة. وهي اللغة التي تتقنها واشنطن للتعامل مع المتمردين على سلطاتها ومع ذلك مازالت غير قادرة على القاء القبض على صدام الذي اطاحت بنظامه في ابريل نيسان.