شيع أكثر من ثمانين ألف شخص جنازة الشيخ محفوظ نحناح رئيس "حركة مجتمع السلم" في "مربع الشهداء" بمقبرة العاليا في شرق العاصمة الجزائرية، حيث أقيمت له التشريفات الرئاسية بصفة استثنائية في حضور كبار المسؤولين في الدولة. ووصفت الجنازة بأنها ثاني اهم جنازة في البلاد بعد جنازة الرئيس السابق هواري بومدين في نهاية 1978. وبين المسؤولين الكبار الذين شاركوا في التشييع، مدير ديوان رئاسة الجمهورية الجنرال العربي بلخير، ورئيس مجلس الأمة عبدالقادر بن صالح والسيد كريم يونس رئيس الغرفة الأولى في البرلمان، إضافة إلى رئيس الحكومة السيد أحمد أويحي وقادة الجيش وسفراء الدول العربية والإسلامية الذين تقدمهم السفير المغربي في الجزائر. وكان مقرراً أن يشارك في الجنازة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، إلا أنه اعتذر في اللحظة الاخيرة لأسباب مجهولة وأوفد نيابة عنه وزير الشؤون الدينية بوعلام غلام الله، الذي تلا رسالة من الرئيس أمام عشرات الآلاف من الحاضرين الذين غصت بهم المقبرة. وشارك في تشييع نحناح عدد من الشخصيات السياسية مثل السيد علي بن فليس الأمين العام لجبهة التحرير الوطني حزب الغالبية البرلمانية، وعبدالله جاب الله، إضافة إلى مجموعة من مرشحي الرئاسة في العام 1999 مثل الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي ومقداد سيفي ومسؤولين سابقين مثل الجنرال عطايلية. وأغلق أعوان الأمن والشرطة منتصف النهار مختلف الطرق المؤدية من وسط العاصمة إلى بلدية باب الزوار التي توجد فيها مقبرة العاليا لتمكين كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين من المشاركة في الجنازة. وشهد مسجد الفرقان بحي رابية الطاهر حيث تمت الصلاة على روح الفقيد مشاركة آلاف المصلين من مؤيدي "حركة مجتمع السلم" الذين توافدوا على المسجد منذ الساعات الأولى من الصباح. ورافق الموكب الجنائزي من نادي الصنوبر آلاف الأشخاص ما دفع السلطات إلى إغلاق كل الطرق الجانبية لتمكين وصول جثمان نحناح. واكد نائب رئيس الحركة السيد محمد مغارية أن رحيل نحناح لا يعني نهاية الحركة، مشيرا إلى أن "الراحل حارب سماسرة الدين والوطن والجهة من أجل بقاء جزائر واحدة موحدة". ووصف نحناح بأنه "رجل الحوار والتسامح والاعتدال". وأثنى بوتفليقة على خصال نحناح واوضح في رسالة إلى عائلته أن "ما من مشكلة ألمت بالجزائر الا وكانت له في حلها مساهمة، وما من قضية الا وكان له فيها رأي أو اتخذ منها موقفاً نابعاً من حبه لوطنه". وفي القاهرة، "الحياة"، نعت جماعة "الاخوان المسلمين" الشيخ محفوظ نحناح، وأصدرت بيانا أمس أعربت فيه عن اسفها لكونها تنعى لجميع ابناء حركتها الاسلامية وجميع مسلمي العالم "رجلاً ممن تحسبهم - ولا تزكي على الله احداً - من أصدق رجال الدعوة الى الله تعالى بالحسنى والموعظة الحسنة، ومن الذين تميزوا بالشجاعة والإقدام وبالجهاد بالنفس والمال في سبيل اعلاء كلمة الله وإقامة شريعته على هدى وبصيرة"، لافتة الى أن نحناح "واحد من قادة الاخوان"، وانه وافاه الأجل المحتوم "بعد أحقاب وأحقاب من الكفاح تخللتها أحداث جسام وخطوب عظام تقبلها بصبر وثبات وتعامل معها بحنكة وبصيرة".