دُفن أمس جثمان رابح بيطاط رئيس البرلمان الجزائري السابق، في مربع الشهداء في مقبرة "العالية" في العاصمة. وحضر مراسيم تشييع الجنازة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وأعضاء الحكومة ونواب في المؤسسة العسكرية وأعضاء في السلك الديبلوماسي العربي والاسلامي. وكان لافتاً حضور عدد من الشخصيات المؤثرة في صناعة القرار الجزائري عبر مراحل التاريخ مثل اللواء خالد نزار والعربي بلخير والهادي لخضيري، اضافة الى الجنرال محمد عطايلية ورؤساء الأحزاب المشاركة في الحكومة ووجوه من المعارضة. ووقف بوتفليقة في الصف الأول من الحضور برفقة ابني الراحل وشقيقه. وكان واضحاً تأثر الرئيس الجزائري لرحيل بيطاط الذي كان أحد أبرز رجاله وكان يعول عليه كثيراً كونه كان المحاور السياسي الوحيد الذي يستمع إليه قادة المؤسسة العسكرية والسياسيون في الأزمات الكبرى التي مرت بها البلاد منذ الاستقلال. وقالت مراجع حسنة الاطلاع ان بوتفليقة ارجأ سفره الى كوبا حيث تنعقد قمة دول مجموعة ال77 لساعات لحضور مراسيم تشييع الجنازة. وحض بوتفليقة، في كلمته التي ألقاها وزير المجاهدين السيد محمد الشريف عباس، الجزائريين على اتباع منهج الراحل الذي "كان يختار سبيل الجزائر عندما تفترق السبل". وذكر بأن "العنف منبوذ مهما كان شكله ومبرراته" وأن الوحدة الوطنية "لا إقصاء فيها ولا تهميش للوطنيين الغيورين على البلاد وعلى مصالحها العليا". كما حملت الكلمة اشادات بدور الرجل في الحركة الوطنية. وخلال عملية الدفن ووسط تأثر الحضور، سلم بوتفليقة علم الجزائر الى أحد أبناء الفقيد الذي وشح به جثمان بيطاط قبل أن تسقط أمطار غزيرة - للمرة الأولى منذ الخريف الماضي - مما ترك الانطباع لدى عدد من الحضور بأن الرجل "رحل وترك الخير للجزائر"، علماً أن الحكومة كانت على وشك اعلان حال الجفاف. وأغلقت شوارع العاصمة منذ الساعات الأولى للصباح. وشهد بيت بيطاط توافد عدد من الشخصيات السياسية والحزبية قبل نقل الجثمان الى بهو المجلس الشعبي الوطني الغرفة الأولى للبرلمان حيث توافد لوداعه مسؤولون في مختلف أجهزة الدولة. ونقل التلفزيون الجزائري أمس مراسم الجنازة التي اكتست - كما كان متوقعاً - طابعاً بروتوكلياً على مستوى رئيس الجمهورية ذلك ان بيطاط شغل المنصب بالنيابة مدة 45 يوماً ورفض تعديل الدستور سنة 1979 للترشح للرئاسة خلفاً للراحل هواري بومدين. وكان بوتفليقة قال أول من أمس انه "إذا كان حب الوطن من الإيمان فإن الإيمان اليوم يحتم أن ترجع المياه الى مجاريها ويرجع كل ضال الى السبيل ويجنح الكل الى سلم وطني شامل يضمن للجميع الأمن والأمان والسكينة والاحترام والعيش الكريم". مشيراً الى أن بيطاط بوفاته يكون التحق برفاقه الذين فجروا الثورة وهم العربي بن مهيدي ومصطفى بن بولعيد وديدوش مراد وكريم بلقاسم ومحمد بوضياف.