سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دعاوى قضائية ضد بوش وبلير واميركا تثير مجدداً "تدفق" عناصر من سورية وايران الى العراق . الهجمات على الأميركيين تنتقل الى السماوة ورامسفيلد يعتبر بغداد أكثر امناً من واشنطن
اتسعت رقعة العمليات التي تستهدف القوات الأميركية في العراق، وقُتل أمس جندي أميركي وآخر عراقي وجرح 14 في هجومين للمقاومة في منطقة الاسكندرية قرب بغداد، ومدينة السماوة التي تبعد مئة كيلومتر عن العاصمة. جاء ذلك بعد تهديد حركة "الضباط الأحرار" قوات "التحالف" بمزيد من الهجمات، إذا تجاهلت مطالب الجنود الذين سرّحهم الحاكم المدني الأميركي بول بريمر راجع ص2 و3. رغم ذلك اعتبر وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أن المقاومة ليست منظمة وأن بغداد أكثر أمناً من واشنطن. وربطت مصادر عراقية بين اعتقال عضو قيادة حزب "البعث" لطيف نصيف جاسم والقائد السابق للحرس الجمهوري اياد فتيح الراوي، وبين نجاح قوات "التحالف" في ضرب معاقل تجمع فيها عناصر النظام السابق. وأعلن "التحالف" أمس خطة لتشكيل جيش عراقي "محترف" يضم في البداية حوالى عشرة آلاف عنصر، في حين كشف القضاء البلجيكي أن دعاوى اقيمت ضد الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير لمسؤوليتهما في الحرب على العراق، مؤكداً احالة الشكاوى على القضاء في أميركا وبريطانيا. وكان رامسفيلد قلل من شأن الهجمات على القوات الأميركية في العراق، وأثار مجدداً ما وصفه ب"تدفق رجال من إيران وسورية" إلى ذلك البلد. وأبدى قبولاً لاقتراح رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اطلاق قادة عراقيين في مقابل افشائهم معلومات عن مكان الرئيس السابق صدام حسين ونجليه عدي وقصي، و"مخابئ" أسلحة الدمار الشامل. وفي بغداد، ربطت مصادر عراقية مطلعة بين اعتقال عضو قيادة حزب "البعث" لطيف نصيف جاسم، والقائد السابق للحرس الجمهوري اياد فتيح الراوي الاسبوع الماضي، وبين "نجاح" قوات "التحالف" في ضرب معاقل تجمع فيها عناصر النظام السابق ومؤيدوه من بعثيين ومتطوعين عرب، ضمن عمليتي "عقرب الصحراء" و"شبه الجزيرة". وأكدت المصادر ان اعتقال وزير الثقافة والاعلام السابق لطيف نصيف جاسم الذي ورد اسمه في قائمة المطلوبين ال55 أدى الى كشف معلومات سهلت توجيه ضربة لأنصار النظام السابق في مناطق "الضلوعية" و"الطارمية" بوصفها أماكن لجأ اليها عدد من مسؤولي "البعث"، ومنهم وزير الداخلية محمود ذياب الأحمد وابن عم صدام عضو "مجلس قيادة الثورة" الحاكم العسكري للجنوب علي حسن المجيد، وغيرهما من قياديي النظام ضمن عملية "عقرب الصحراء". في الإطار ذاته ربطت المصادر بين اعتقال رئيس أركان "جيش القدس" اياد فتيح الراوي وبدء عملية "شبه الجزيرة" التي أوقعت اكثر من 110 قتلى من "مؤيدي صدام" الذين ركزوا نشاطهم في منطقة "راوة" الواقعة على الفرات والتي دخلها عشرات من المتطوعين العرب. يذكر ان منسق الشؤون الأمنية في سلطة "التحالف" بيرنارد كيرك اعلن الاثنين الماضي ان "عناصر من البعث تتعاون مع سلطة التحالف في اعتقال أنصار صدام". وتزامن ذلك مع اعتقال "قيادي بعثي" في حي سكني في مدينة البياع في بغداد هو "حي صدام" الذي تحول الى "حي السلام". وعثرت قوات "التحالف" على قاذفات "ار بي جي" ورشاشات وقنابل يدوية في شقة عضو قيادة شعبة في "البعث" سالم التكريتي الذي اعترف بمكان ثلاثة من مناصري صدام في المنطقة، ما أدى الى اعتقالهم. في واشنطن، كشف مسؤول أميركي رفيع المستوى أمام لجنة في الكونغرس تحقق في التقارير الاستخباراتية عن أسلحة العراق والطريقة التي استخدمتها بها إدارة الرئيس جورج بوش لتبرير قرار شن الحرب، أن وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي قدمت الى الإدارة أكثر من 12 مجلداً تتضمن معلومات يعود تاريخها إلى عام 1996. وقال بول ولفوفيتز نائب وزير الدفاع الذي مثل أمام اللجنة: "إذا كانت هناك مشكلة مع التقارير الاستخباراتية فذلك لا يعني أن أحداً خدع أحداً، بل أن الاستخبارات هي فن وليست علماً". وأضاف: "سنعثر عليها أسلحة الدمار الشامل وينبغي أن نتحلى بالصبر". أما المدير السابق للوكالة ستانسفيلد تيرنر فقال في شهادته إن التقارير لم تكن واضحة، وان المسؤولين انتقوا منها ما يخدم قرار إعلان الحرب. وزاد أن الإدارة بالغت في اعتبار أسلحة العراق تهديداً خطيراً، وهي ليست كذلك. على صعيد آخر أ ف ب، أعلنت وزارة العدل البلجيكية أمس أن شكاوى قدمت في بلجيكا ضد الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، لمسؤوليتهما في الحرب على العراق، موضحة أنها احيلت على القضاء في بريطانيا والولايات المتحدة، وأكدت في بيان أنها أبلغت الأربعاء رفع الدعاوى استناداً إلى قانون "الاختصاص العالمي". وتطاول الدعويان الأوليان إضافة إلى بوش وبلير، كلاً من رامسفيلد والجنرال تومي فرانكس قائد القيادة الأميركية الوسطى قائد قوات "التحالف" في الحرب على العراق، والذي سيخلفه في منصبه الشهر المقبل الجنرال جون ابي زيد اللبناني الأصل. وهناك دعاوى ثالثة تتعلق بالحرب على العراق وعلى أفغانستان، رفعت ضد بوش ورامسفيلد ووزير العدل الأميركي جون اشكروفت ومستشارة الأمن القومي الأميركي كوندوليزا رايس، وكذلك ولفوفيتز.