تظاهر مئات من انصار التيار المحافظ في ايران أمس، احتجاجاً على موافقة طهران على توقيع بروتوكول التفتيش النووي ودعوا الى انسحاب بلادهم من معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية. وجرت التظاهرة التي ضمت عدداً كبيراً من طلاب ميليشيا الحرس الثوري الباسيج امام مقر السفارة الفلسطينية في طهران، بعد خطبة الجمعة التي القاها الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني وندد فيها بالاعتقالات الاعتباطية التي تنفذها القوات الاميركية في العراق، من دون ان يتطرق الى القضية النووية. وهتف المتظاهرون: "لا مساومة ولا استسلام"، معتبرين توقيع البروتوكول الذي يتيح تفتيشاً اكثر صرامة للمنشآت الايرانية "إهانة" لبلادهم. ورأوا أن الاتفاق الذي وافقت ايران على ابرامه مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتضمن أيضاً تنازلات سياسية في شأن إسرائيل والقضية الفلسطينية. ورأى المراقبون ان التظاهرة لا تعدو كونها "تنفيساً للحقد" على الولاياتالمتحدة، ولا تعكس الموقف الفعلي للتيار المحافظ بزعامة مرشد الجمهورية علي خامنئي. وكان خامنئي اعطى مباركته الضمنية للاتفاق الذي ابرمته ايران مع وزراء الخارجية الاوروبيين الثلثاء الماضي، ووافقت بموجبه على بروتوكول التفتيش وتجميد عمليات تخصيب اليورانيوم، كما قدمت جردة حساب لبرنامجها النووي الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية اول من امس، وذلك بهدف عزل الموقف الاميركي المتشدد حيالها. وفي غضون ذلك، رحب وزير الخارجية الاميركي كولن باول بتسليم ايران الى وكالة الطاقة الوثائق عن نشاطاتها النووية، لكنه نبه الى ضرورة ان تثبت للمجتمع الدولي انها جديرة بالثقة. وقال باول في مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية رداً على سؤال عن ثقته بالايرانيين: "هم حاولوا اخفاء برنامج تسلحهم عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي. وفي ضوء هذا السلوك السابق يمكن القول انني لا اثق بهم". لكنه اضاف: "نحن لا نسعى الى الدخول في صراع مع ايران. نريد ان توقف نشاطاتها الارهابية والتخلص من برامجها الخاصة باسلحة الدمار الشامل والانضمام الى العالم المتحضر".