يعقد مسؤولون عسكريون من 15 دولة اجتماعا اليوم في لندن للبحث في مساهمة بلادهم في قوة دولية لارساء الاستقرار في العراق الذي سيُقسم الى اربعة قطاعات بادارة اميركية، فيما اعلنت برلين رفض العرض البولندي ارسال قوات المانية الى العراق. وتتولى الحكومة البريطانية، سراً ا ف ب تنسيق مشروع ارسال القوة الدولية الى العراق، وكشفته التصريحات الصادرة تدريجاً من العواصم المستعدة لارسال قوة عسكرية. وعقد اجتماع اول احيط بتكتم شديد قبل اسبوع في لندن ولم تدع اليه كل من فرنساوالمانيا وروسيا التي عارضت التدخل العسكري في العراق. ويلتقي خبراء الاستراتيجيا العسكريون اليوم في "اجتماع عمل" مغلق ترأسه لندن، لكن ناطقاً باسم وزارة الدفاع البريطانية قال انه لن يصدر اي اعلان في ختام المشاورات. وان القوة المقبلة لارساء الاستقرار ستضم "مزيجاً من الخبرات العسكرية" من دول مختلفة من مهندسين وفرق طبية وغيرها. واضاف: "علينا ان نرى ما سيعرضه كل طرف". وافاد ان دراسة في شأن تمويل المشروع "ستعرض للنقاش" في مرحلة لاحقة. وتسعى وزارة الدفاع البريطانية الى الحفاظ على سرية لائحة المشاركين، متجنبة التعليق على معلومات تفيد ان بعض الدول يحاول الحصول على دعم مالي لقاء مساهمته. وفي هذا الاطار، ذكرت صحيفة "الموندو" الاسبانية نقلا عن "مصادر في وزارة الدفاع" عن احتمال تقديم هندوراس ونيكاراغوا تعزيزات للمساهمة في قوة اسبانية شرط الحصول على مساعدة مالية. ولم تؤكد مدريد، التي قررت ارسال 1500 عسكري الى العراق، اجراء مثل هذه المفاوضات. ولم تحدد بريطانيا حتى الان حجم مساهمتها في قوة ارساء الاستقرار، واعلنت انها ستتولى قيادة القطاع الجنوبي والشرقي من العراق. لكنها لم تخف ان قواتها المنتشرة في العراق، وعديدها 45 الف عسكري وهي ربع طاقاتها العسكرية، بحاجة الى استراحة. ومن المتوقع خفض الوجود البريطاني في العراق الى 30 الف عنصر بحلول منتصف الشهر الجاري. وكان رئيس هيئة الاركان البريطانية الاميرال مايكل بويس اعلن قبل تقاعده الجمعة الماضي ان العسكريين البريطانيين متعبون. وقال: "إذا طلبتم منا المشاركة في عملية واسعة في العام 2004، فلن يكون في وسعنا القيام بذلك من دون قدر من الالم. علينا ان نمنح انفسنا استراحة". واشارت صحيفة "نيويورك تايمز" السبت الى ان هذا المشروع يترافق مع قرار بخفض القوات الاميركية المنتشرة في العراق، موضحة ان عديد هذه القوات قد ينخفض من 132 الفا الى ثلاثين الفا في الخريف. وصدرت معظم التسريبات عن هذا المشروع السري من بولندا، ومن المقرر عقد الاجتماع الثالث للخبراء العسكريين في 22 من الشهر الجاري في وارسو. واعلن مسؤول بولندي رفيع المستوى اول من امس ان الولاياتالمتحدة تعتزم تقسيم العراق الى اربع مناطق يعهد ادارتها الى اربع دول مختلفة بقيادة عسكرية اميركية واحدة. وأوردت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية امس ان القوات الاميركية ستتولى السيطرة على بغداد في حين يتسلم البولنديون الشمال. اما المنطقة الرابعة فلم يتضح بعد من سيتولى ادارتها. وأعلن وزير الدفاع البولندي جيرزي سمادجينسكي اول من امس اثناء زيارة الى واشنطن انه حصل من الاميركيين على "قرار ايجابي" في شأن تمويل القوات البولندية. ومن المقرر ان تنتشر فرقة من 7000 عنصر بينهم 1500 الى 2200 جندي بولندي لفترة سنة في القطاع العراقي الذي تديره بولندا. عرض دنماركي وعرضت الدنمارك الثلثاء نشر حوالى 380 جندياً في مطلع حزيران يونيو المقبل في جنوب شرقي العراق. ومن المحتمل ايضاً ان تشارك دول اسيوية مثل الهند وباكستان والفيليبين في القوة. كما ابدت البرتغال اهتمامها في حين أجلت المجر قرارها واعلنت اوكرانيا انها تسلمت طلبا في هذا الشأن. وفي برلين، اعلن الناطق باسم الحكومة الالمانية بيلا اندا أمس ان المانيا لن ترسل قوات لحفظ السلام في العراق، موضحاً ان وزير الدفاع بيتر شتروك قرر رفض العرض البولندي المساهمة في هذه القوة. وقال بيلا اندا ان شتروك اكد ذلك خلال اجتماع حكومي عقد اول من امس، مشدداً على "ان مشاركة جنود المان في قوة مشتركة في العراق غير مطروحة". وقال الوزير البولندي سمادجينسكي في مقابلة مع صحيفة "واشنطن تايمز" الاثنين انه يأمل بوجود وحدات المانية ودنماركية في القطاع الذي ستديره بولندا في العراق. وكان شتروك أعرب عن استيائه لأن نظيره البولندي لم يعرض امامه الاقتراح خلال اجتماع مجلس حلف الناتو - اوكرانيا اول من امس في واشنطن. وقال قبل مغادرته برلين الى كوبنهاغن امس لعقد محادثات مع نظيريه الدنماركي والبولندي، انه سيبحث في الاقتراح مع الوزيرين، لكنه استبعد امكان تنفيذ الاقتراح. وذكر شتروك بعد اجتماعه مع وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري ليل الثلثاء، انه يتعين على البرلمان الاتحادي إقرار المشاركة الالمانية، "وهذا أمر غير واقعي، خصوصاً إذا كانت القوة متعددة الجنسية ستتشكل خلال الشهر المقبل او الذي يليه".