أكدت روسيا استعدادها لدرس أي أفكار، نافية تسلم اقتراحات المانية - فرنسية، ومنتقدة "التسرع". وشددت على استعدادها لتأييد قرار دولي بزيادة المفتشين في العراق، في حين تراجع وزير الدفاع الألماني بيتر شتروك عن تصريحات أكد فيها وجود "مبادرة" المانية - فرنسية تشكل بديلاً من الحرب على العراق. وربطت برلين ارسال "القبعات الزرق" إلى هذا البلد بطلب من المفتشين، فيما أيد رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي "المبادرة"، معتبراً أنها "تعزز جبهة تجنب الحرب". وانتقدت هولندا "المبادرة"، وشككت فيها استراليا. توقعت روسيا زيادة عدد المفتشين في ضوء تقرير لرئيسي هيئتي التفتيش هانس بليكس ومحمد البرادعي، وصفته بأنه "مرحلي"، نافية تلقيها اقتراحات فرنسية - المانية لمنع الحرب، التي قال الرئيس فلاديمير بوتين إن نظيره الأميركي جورج بوش "لا يريدها". وكان حذر من أن العمل الانفرادي سيكون "خطأ كبيراً" ويؤدي إلى تقسيم العراق. وكشف يوري فيدوتوف، نائب وزير الخارجية الروسي والذي يمثل بلاده في الهيئة العليا للجنة "انموفيك"، أن بليكس دعا الهيئة إلى اجتماع طارئ غداً للتشاور في شأن "روحية" التقرير الذي سيقدم إلى مجلس الأمن الجمعة. وأضاف ان بليكس والبرادعي وضعا "تقويماً أولياً ايجابياً" في شأن زيارتهما إلى العراق، وتوقع "خطوات اضافية لتطوير التعاون" العراقي خلال اليومين المقبلين. وأشار فيدوتوف إلى أن روسيا مستعدة لتأييد قرار ينص على زيادة عدد المفتشين في حال طلب بليكس والبرادعي، ولمح إلى أنهما قد يطلبان ذلك في تقريرهما الذي تعتبره موسكو "مرحلياً وإن كان مهماً"، وذلك في تأكيد على أن روسيا لا توافق على الحديث عن "الفرصة الأخيرة". وفي اشارة إلى "المبادرة" الفرنسية - الألمانية، قال المسؤول الروسي إن بلاده "لم تستلم بعد أي اقتراحات جديدة"، لكنه أبدى الاستعداد للنظر في أي أفكار. وقال ل"الحياة" مسؤول رفيع المستوى إن هناك "افراطاً وتسرعاً" في الحديث عن "المبادرة"، مشيراً إلى جهود تبذل على كل المحاور لمنع "حرب القرارات" في مجلس الأمن، في حال قدمت باريسوبرلين "مبادرتهما" في مشروع قرار يكون في مواجهة مشروع تعده واشنطن ولندن. وتابع ان موسكو ترغب في أن تمنع مثل هذا التطور، وفي الوقت ذاته تعمل للوصول إلى صيغة "تكفل نزع أسلحة الدمار الشامل وتفادي الحرب". وكان الرئيس الروسي، الذي بدأ زيارة لفرنسا بعد المانيا، قال في حديث صحافي إن المجابهة بين أوروبا وأميركا هي "السيناريو السيئ" لتطور الأحداث، داعياً إلى ايجاد حل وسط. وزاد ان قادة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وبينهم بوش، أبلغوه أن "حل المشكلة ما زال ممكناً". وأضاف ان بوش أيضاً "لا يريد الحرب"، محذراً من أن لجوء الولاياتالمتحدة إلى عمل انفرادي سيؤدي إلى تصدع وحدة مجلس الأمن والتحالف المناوئ للإرهاب وتقسيم العراق، وتعقيد التسوية في الشرق الأوسط، وإثارة موجة من أعمال الإرهاب و"زعزعة الأنظمة المعتدلة في الدول الإسلامية". "مبادرة القبعات الزرق" وفي خطوة مفاجئة، قلل وزير الدفاع الألماني بيتر شتروك أمس من أهمية تفاعلات فكرة ارسال قوات عسكرية تحت علم الأممالمتحدة إلى العراق، بموجب "مبادرة" المانية - فرنسية تهدف إلى نزع أسلحة هذا البلد كبديل من الحرب. وذكر ان ما يقال عن ارسال "جنود القبعات الزرق" وحجمهم "لا يتناسب مع الواقع". وأضاف: "خطط حكومتي باريسوبرلين لم تصل بعد إلى الحد الذي يسمح بعرضها". وعما إذا كانت المانيا مستعدة لارسال جنود إلى العراق، قال إن حكومته "ستتخذ القرار عندما يحين الوقت، ويعلن الآخرون موقفهم"، متراجعاً بذلك عما سبق وأكد حصوله إذا أقرت "المبادرة". وبذلك تراجع الوزير عن تصريحات أدلى بها على هامش "مؤتمر الأمن الدولي" في ميونيخ، شملت الحديث عن "مبادرة" المانية - فرنسية لتفادي الحرب، عملت عليها فرنسا وأيدتها المانيا، وستطرح في 14 الشهر الجاري على مجلس الأمن. وكانت فرنسا نفت وجود "مبادرة سرية مشتركة"، مؤكدة أن الأمر يتعلق باقتراحات قدمها وزير الخارجية دومينيك دوفيلبان إلى مجلس الأمن. وجاء رد فعل الولاياتالمتحدة غاضباً، لأنها عرفت بالمبادرة عبر الصحافة. وتفادى الناطق باسم الحكومة الألمانية بيلا آندا أمام الصحافيين أمس استخدام كلمة "المبادرة" وتحدث عن وجود "أفكار مشتركة بين باريسوبرلين انطلاقاً من اقتراحات دوفيلبان"، مشيراً إلى "تنسيق مكثف" بين البلدين. ورفض الرد حين سُئل هل تريد المانيا ارسال جنود إلى العراق ضمن قوات للأمم المتحدة، مؤكداً أن على المفتشين تقديم اقتراحات في هذا الصدد. لكنه أشار إلى أن فرنسا اقترحت زيادة عدد المفتشين إلى ثلاثة أضعاف، وتعزيز أجهزة الاستكشافات. في غضون ذلك أ ف ب أعرب رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي في حديث الى صحيفة "كورييري دي لاسيرا" أمس عن دعمه "الخطة" الفرنسية - الألمانية، معتبراً أنها "في الاتجاه الصحيح". وأعرب وزير الخارجية الهولندي ياب دو هوب شيفر عن أسفه للاقتراحات الفرنسية - الألمانية. وتساءل رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد أمام صحافيين استراليين في واشنطن "هل تعتقدون ان العراق سيقبل بوجود قبعات زرق مكلفين حفظ السلام"؟. وفي باريس، تحدثت الصحف مطولاً أمس عن "المبادرة الفرنسية - الألمانية"، وشددت على الاستياء الاميركي من مواقف ألمانياوفرنسا.