سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاميركيون يعتقلون "سيدة الجمرة الخبيثة" والبرادعي يطلب التحقيق في نهب موقع نووي . قيادة خماسية عراقية تمهد لحكومة انتقالية والكويت تعرض "قوة لحفظ السلام" في العراق
اعتقلت القوات الأميركية في بغداد العالمة هدى صالح مهدي عماش، "سيدة الجمرة الخبيثة"، وهي تحمل الرقم 53 على قائمة ال55 عراقياً الذين تلاحقهم تلك القوات، فيما استبعد مسؤول أميركي أي دور للأمم المتحدة على المدى القريب في البحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، وطلب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي فتح تحقيق في معلومات عن نهب موقع التويثة النووي راجع ص2 و3 و4 و5. وفي حين أعلن مدير الإدارة المدنية الأميركية في العراق الجنرال المتقاعد جاي غارنر تشكيل قيادة خماسية عراقية انتقالية تمهد لولادة حكومة في بغداد، انتخِب أمس مجلس بلدي لمدينة الموصل باشراف جنرال أميركي، وعرضت الكويت المشاركة في قوات لحفظ السلام في العراق "شرط أن تكون تحت المظلة الدولية". وعلمت "الحياة" ان طائرة عربية خاصة ستهبط للمرة الأولى في مطار بغداد اليوم، وعلى متنها وفد "تجمع المستقلين العراقيين" برئاسة عدنان الباجه جي الذي يعد المرشح الأبرز لرئاسة حكومة عراقية. وعلمت "الحياة" من مصدر في قيادة التجمع أن الباجه جي انتقل من عمّان إلى دولة الإمارات استعداداً لتوجهه إلى بغداد، وسيرافقه الاقتصادي المعروف مهدي الحافظ، أحد أبرز قادة "التجمع" وعدد من الشخصيات العراقية. وينتظر أن تشارك هذه المجموعة في الإعداد لمؤتمر في العاصمة العراقية يعقد أواخر الشهر الجاري، بتمثيل واسع للتيارات السياسية والفئات الاجتماعية وخلاله يتفق على هيكلية الحكومة المرتقبة وسياستها في ضوء المستجدات التي أفرزتها الحرب. إلى ذلك، قال مسؤول عسكري أميركي أمس إن القوات الأميركية احتجزت في بغداد هدى صالح مهدي عماش، مشيراً إلى أنها كانت ضالعة في برنامج أسلحة الدمار الشامل، واشتهرت أيضاً باعتبارها من أعضاء القيادة القومية لحزب "البعث" وابنة عضو مجلس قيادة الثورة السابق صالح مهدي عماش. وأكد غارنر أمس تشكيل قيادة جماعية انتقالية من خمسة أشخاص على رأسها شخصية عراقية، ستتعاطى مع "التحالف" بحلول أواخر الشهر الجاري أو مطلع حزيران يونيو، والخمسة هم مسعود بارزاني زعيم "الحزب الديموقراطي الكردستاني" وجلال طالباني "زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني" وأحمد الجلبي زعيم "المؤتمر الوطني العراقي" واياد علاوي رئيس "حركة الوفاق الوطني" وعبدالعزيز الحكيم المسؤول الثاني في "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية". ويعقد الخمسة منذ أيام مشاورات في العاصمة العراقية بحضور ممثلين أميركيين. وفي موسكو أعلن نائب وزير الخارجية الأميركي المكلف نزع السلاح جون بولتون أمس ان الأممالمتحدة لن تلعب "أي دور على المدى القريب في البحث عن أسلحة دمار شامل في العراق، أو التعرف إليها ومصادرتها". وأضاف انه لا يستبعد دوراً للمنظمة الدولية في مرحلة ما. في الوقت ذاته، قال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرد اكهارت إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما زالت تنتظر رداً من الولاياتالمتحدة على رسالة البرادعي التي طلب فيها السماح للوكالة بالتحقيق في معلومات مفادها ان موقع التويثة النووي العراقي تعرض للنهب. وذكر الناطق باسم الوكالة مارك غوزديكي ان البرادعي شدد على أن "تسمح" واشنطن للوكالة ب"ارسال بعثة إلى التويثة جنوببغداد للتحقيق في نهب هذا الموقع، ولا نعتبر أن هذا يطرح بالضرورة مشكلة انتشار أسلحة نووية، لكنه قد يطرح مشكلة صحية وأمنية وبيئية". وأوضح أن الوكالة لم تتلقَ جواباً على طلبها. واقترح البرادعي أمس في مقال نشر في صحيفة "لوموند" الفرنسية إعادة "تنظيم" مجلس الأمن للسماح لنظام الأمن الجماعي بالعمل. وقال إن "الأهداف المعلنة في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية والتي وضعت بداية السبعينات، تلقى اعتراضات متزايدة، وعلينا أن ننصرف بتصميم إلى معالجة الخلافات المزمنة التي تشكل الذريعة الأكبر لامتلاك أسلحة دمار شامل". باول إلى نيويورك وفي واشنطن أ ف ب، أفاد مسؤولون أميركيون أن وزير الخارجية كولن باول سيجري هذا الأسبوع في نيويورك محادثات حول مرحلة ما بعد الحرب على العراق والوضع في الشرق الأوسط، مع الأمين العام للأمم المتحدة والممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا. وسيلتقي باول أنان الخميس ويبدأ نهاية الأسبوع جولة على الشرق الأوسط وأوروبا. على صعيد آخر، أعلن وزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح إمكان مشاركة قوة كويتية في حفظ السلام في العراق "شرط أن تكون تحت المظلة الدولية". ونقلت وكالة الأنباء الكويتية تصريحات للوزير خلال حديث إلى صحافيين عقب توديعه قوة "درع الجزيرة" لمناسبة انتهاء مهمتها في الأراضي الكويتية. وأعرب في كلمة بحضور سفراء دول مجلس التعاون الخليجي عن تقديره "الاستجابة السريعة لقادة دول المجلس لطلب الكويت ارسال قوة درع الجزيرة إلى أرضها للمشاركة مع أشقائهم منتسبي القوات المسلحة الكويتية، ايماناً من الجميع بوحدة المصير المشترك". كما شدد على "دفع الضرر عن المكتسبات الوطنية وشعوب المنطقة". وأكد أن ارسال قوة "درع الجزيرة" يدل على صدقية دول المجلس في تفعيل اتفاق الدفاع المشترك بينها. وأشار إلى وجود القوة "في وقت عصيب مرت به المنطقة، من أجل نصرة الحق وصد العدوان من نظام لم يألُ جهداً في مواصلة تهديداته لدول المجلس".