أعلنت الهند انها وجارتها اللدود باكستان ستعيدان قريباً علاقاتهما الديبلوماسية كاملة وتستأنفان تسيير الرحلات الجوية بينهما، وهو ما وصفته اسلام آباد بأنه "بادرة أمل"، وذلك عشية وصول مساعد وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج الى المنطقة الاسبوع المقبل. وقال رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي امام مجلس النواب ان بلاده "قررت تعيين مفوض اعلى سفير في باكستان واعادة تسيير الرحلات الجوية المدنية على اساس متبادل". واضاف: "التزمنا تحسين العلاقات مع باكستان، ونحن راغبون باقتناص كل الفرص للوصول الى هذه الغاية". وكان فاجبايي اجرى محادثات عبر الهاتف مع رئيس الوزراء الباكستاني مير ظفر الله خان جمالي الاثنين الماضي في اول محادثات تجرى على مستوى عال بين الجارتين النوويتين منذ ان كادت حرب ان تنشب بينهما في العام الماضي في شأن كشمير المتنازع عليها. وتتهم الهند بانتظام باكستان بتأجيج اعمال العنف الانفصالية لا سيما في كشمير، الولاية الوحيدة في الاتحاد الهندي التي يشكل المسلمون غالبية سكانها. وترفض اسلام آباد هذه الاتهامات لكن تعترف بتقديم دعم سياسي "للنضال العادل من اجل حق تقرير المصير" للكشميريين. ورفض رئيس الوزراء الهندي مجدداً طلب باكستان الذي تسانده بعض الجهات في الادارة الاميركية، بوساطة دولية حول كشمير. وقال: "هناك اشخاص هنا او هناك يريدون اجراء وساطة. لماذا يريدون القيام بذلك؟ ذلك ليس واضحاً. الهند ترى ان القضية مع باكستان مسألة ثنائية ولا يجب ان يتدخل فيها اي طرف". وأكد مجدداً ضرورة "خلق جو ملائم لحوار يتطلب انهاء الارهاب عبر الحدود وتفكيك بناه التحتية". وكانت الهند استدعت سفيرها وخفضت عدد موظفيها الديبلوماسيين في باكستان اثر عملية انتحارية استهدفت برلمان نيودلهي في كانون الاول ديسمبر 2001، نسبت الى كوماندوس مسلح جاء من باكستان. وعلق البلدان ايضا الرحلات الجوية. واعتبرت باكستان اعلان الهند اعادة العلاقات الديبلوماسية الكاملة بين البلدين بأنه "بادرة أمل"، مؤكدة ان الحوار بين البلدين ممكن ان يستأنف بسرعة. وقال وزير الاعلام الباكستاني شيخ رشيد "انه قرار جيد وبداية جيدة وتشكل بادرة امل للمستقبل".