استؤنفت أمس الجمعة رحلات حافلات الركاب بين الهندوباكستان لاول مرة منذ 18 شهرا وان رافقتها حراسة عسكرية في اطار سعي الخصمين النووين لاعادة بناء الثقة على طريق تحقيق السلام بين الجارتين بعد ان وصلا الى حافة الحرب. وكانت الجارتان النوويتان قد اوقفتا كل الرحلات البرية والجوية واقتربتا من حافة نشوب حرب رابعة بينهما في 13 ديسمبر 2001 بعد هجوم على البرلمان الهندي القت نيودلهي مسؤوليته على ثوار كشمير واتهمت اسلام اباد بدعمهم. وجاء استئناف خدمات النقل البري أمس الجمعة بعد ان اعلن رئيس وزراء الهند اتال بيهاري فاجبايي (78عاما) في ابريل الماضي رغبته في القيام بمحاولة اخيرة لاقرار السلام مع باكستان قبل ان تنتهي حياته. في ساعات الصباح الاولى تحركت حافلتان واحدة من العاصمة الهنديةنيودلهي والاخرى من مدينة لاهور الباكستانيةالشرقية تقلان ركابا متلهفين على رؤية ذويهم لاول مرة منذ سنوات واتجهت الحافلتان صوب الحدود المشتركة للبلدين. شددت اجراءات الامن في الدولتين ورافق الحافلة الباكستانية شرطة مسلحة بينما ركب الحافلة الهندية عدد من قوات الكوماندوس وغادرت العاصمة الهندية متجهة الى لاهور الباكستانية وهي تطلق الابواق.. زينت الحافلة الباكستانية بالورود ورفعت لافتة ترحب باستئناف خدمة (الصداقة) بين لاهور الباكستانية والعاصمة الهنديةنيودلهي. ومن المنتظر ان تستغرق الرحلة عشر ساعات بعد استكمال الاجراءات الجمركية. كان من بين ركاب الحافلة الباكستانية الطفلة فاطمة نور وعمرها عامان ونصف وتعاني من ثقب في القلب وتطلب العلاج في الهند. وحرص مسئولون كبار من الجانبين على المشاركة في احتفالات خاصة أقيمت في المدينتين لوداع حافلات"دوستي" (الصداقة) في أول رحلتين لها. ففي لاهور أعرب وزير الثقافة والسياحة الباكستاني رئيس منير أحمد عن الامل خلال المناسبة في استئناف تسيير قطار سامجوتا السريع بين البلدين أيضا. وفي دلهي في تمام السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (3:00 بتوقيت جرينيتش) وتحت سماء ممطرة غادرت حافلة ركاب استاد امبيدكار في طريقها إلى لاهور وهي تحمل 32راكبا والامل في تحسين العلاقات بين الجارتين الغريمتين والمسلحتين نوويا الهندوباكستان. ويبدو أنه تم التغاضي عن بعض من جراح الماضي عندما قص وزير التنمية الهندي هارون يوسف الشريط الاحمر اللامع المربوط أمام الحافلة إيذانا ببدء الخدمة. وكان على الركاب الانتظار في صبر محاطين بالمسئولين ورجال الاعلام الذين حرصوا على تسجيل هذه اللحظة. ومن بين ركاب الحافلة الاثنين والثلاثين19صحفيا. وحمولة الحافلة هي35 راكبا. وأعرب معظم الركاب عن سعادتهم بزيارة أقاربهم وزوجاتهم في باكستان وقد حملوا لهم الهدايا والعطور. ومن المقرر تسيير رحلتين أسبوعيا من دلهى ولاهور يومي الثلاثاء والجمعة. وكانت خدمة الحافلات بين المدينتين قد بدأت في فبراير عام 1999 عندما قام رئيس الوزراء الهندي آتال بيهاري فاجبايي بزيارة تاريخية لمدينة لاهور لاجراء محادثات مع نظيره الباكستاني نواز شريف بهدف نزع فتيل التوتر بين البلدين.