أعلنت باكستان أمس أنها على استعداد لقطع أكثر من نصف الطريق لعقد محادثات مع خصمها النووي الهند، مضيفة أن المناقشات يمكن أن تتناول كل القضايا المعلقة بما فيها إقليم كشمير المتنازع عليه. فيما قال رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي ان الهند مستعدة لاجراء محادثات مع باكستان حول مستقبل كشمير الا ان على اسلام اباد اولا ان تتخذ "خطوات ملموسة" لانهاء التمرد الاسلامي المسلح في المنطقة. ورحب وزير الخارجية الباكستاني خورشيد محمد قاسوري أمس "من القلب" بعرض الهند بدء محادثات سلام، وقال إن الحروب الثلاث التي خاضتها الدولتان الجارتان تثبت أن الحوار هو الطريق الوحيد للسلام. وقال قاسوري من السعودية التي يزورها حالياً رداً على عرض لإجراء محادثات طرحها رئيس الوزراء الهندي آتال بيهاري فاجبايي أول من أمس في ما يشكل انفراجاً بين البلدين أن تصريحات فاجبايي الذي شدد على الحاجة إلى السلام كان مهماً لأنه "معد جيد" وليس "وليد اللحظة". وأضاف: "نحن مستعدون لحوار مركب مع الهند حول كافة النزاعات المعلقة بما فيها النزاع حول كشمير" مضيفاً أن بلاده على استعداد لقطع "أكثر من نصف الطريق لمقابلة الهند" إذا كانت جادة حول الحوار. وأكد قاسوري "إننا مستعدون لقبول مراقبة دولية على جانبي خط السيطرة" الذي يقسم إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين. وجدد فاجبايي أمس في مؤتمر صحافي في ختام جولة استمرت يومين في المنطقة المتنازع عليها، عرضه للسلام الذي طرحه الجمعة على باكستان، الا انه قال انه ينتظر حاليا ردا من اسلام اباد. وقال: "من الممكن ان نبدأ من جديد ولكن ذلك يعتمد على باكستان". واضاف "سنرى ما هي الخطوات الملموسة التي ستتخذها باكستان. مددت يد الصداقة واريد ان ارى كيف ترد باكستان". ودعا الى "انهاء الارهاب عبر الحدود. يمكن ان تجري محادثات حول كافة المواضيع بما فيها جامو وكشمير. أمل ان نحصل على رد مناسب عبر الحدود وان نتمكن من المضي قدما". واعتبر "طالما استمر الارهاب عبر الحدود واستمر المسلحون في الاعداد لعبور الحدود ... لا يمكن ان تجري محادثات مثمرة". وتتهم الهندباكستان بدعم انتفاضة في الشطر الذي تسيطر عليه من كشمير المتنازع عليها ورعاية الهجمات التي يشنها مسلحون اسلاميون عبر الخط الفاصل بين شطري كشمير. وترغب اسلام آباد في اجراء استفتاء ترعاه الاممالمتحدة في كشمير يسمح للكشميريين بممارسة حقهم في تقرير المصير. وقال فاجبايي في مؤتمره الصحافي أمس ان الظروف العالمية تغيرت بعد الحرب التي شنتها الولاياتالمتحدة على العراق. واضاف: "ما حدث في العراق هو تحذير لنا جميعا ... ما حدث في العراق هو تحذير للعالم باجمعه حصوصاً البلدان النامية". وأضاف ان كشمير على مفترق طرق مضيفا "هناك حاجة لبداية جديدة ... نريد ان نسير في طريق الصداقة. الوقت وحده هو الذي سيظهر ما يريده الباكستانيون". واعتبر ان "ترك طريق المحادثات واتخاذ خطوات اخرى ليس محبذا ومن المهم اجراء محادثات وحل المشكلات وان نتطلع الى دفع شعبينا نحو التقدم". وعند سؤاله عما اذا كان سيتم دعوة الانفصالين والجماعات الكشميرية الاخرى الى المحادثات قال فاجبايي انه لن يتم استثناء احد، "ونحن مستعدون للتحدث مع الجميع. ان ابوابنا ليست مغلقة في وجه احد". واعلن زعيم حزب المجاهدين سيد صلاح الدين، أكبر الاحزاب الانفصالية في كشمير، ان تنظيمه يجب ان يكون جزءاً من اي محادثات قد تجريها حكومة باكستان مع الهند حول قضية كشمير. وقال صلاح الدين ان "عرض فاجبايي مرحب به، ولكن على الاطراف الثلاثة في النزاع ان تشارك في المفاوضات". وترفض الحكومة الهندية التفاوض مع مجموعات تصنفها "ارهابية". وسبق ان رفض الناطق باسم حزب المجاهدين الدعوة الهندية الى التفاوض. وقال سليم هاشمي : "دعوة فاجباي الى الحوار هي خدعة لكسب الوقت حتى تقضي القوات الهندية على حركات التحرير في كشمير المحتلة". واضاف ان "حزب المجاهدين لن يلقي السلاح بعد دعوة رئيس الوزراء الهندي".