حض نائب رئيس الوزراء الهندي لال كريشنا إدفاني باكستان مجدداً أمس، على إنهاء عمليات التسلل عبر الحدود إلى الشطر الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، وتفكيك البنى التحتية لتدريب "الإرهابيين" في المنطقة. وقال إدفاني الذي يعتبر زعيم الصقور في الحكومة التي يقودها المتطرفون الهندوس: "نناشدكم أن توقفوا تصدير الإرهاب العابر للحدود داخل كشمير، وتتوقفوا عن مد المتمردين بالأسلحة، وتكفوا عن تقديم المساعدة المالية لأقارب المتشددين وتزيلوا شبكة الاتصالات اللاسلكية التي تستخدم لبعث رسائل إلى المتمردين في كشمير". وسأل نائب رئيس الوزراء في تصريحات أمام كوادر من حزب جاناتا بارتي الهندوسي المتطرف في العاصمة الهندية أمس: "إذا لم تقوموا بكل هذا، فكيف ستكون هناك صداقة؟". وتأتي تصريحات إدفاني بعد أسبوعين على انفراج غير متوقع في العلاقات الثنائية عقب عرض مفاجئ لإجراء محادثات قدمه رئيس الوزراء الهندي آتال بيهاري فاجبايي إلى باكستان في 18 نيسان أبريل الماضي. وإثر ذلك، أعلنت الدولتان استئناف الاتصالات الديبلوماسية والرحلات الجوية التي كانت قطعت قبل 17 شهراً. كما تأتي تصريحاته عشية وصول ريتشارد آرميتاج مساعد وزير الخارجية الأميركي إلى الهند. وقال آرميتاج في مؤتمر صحافي في إسلام آباد أول من أمس، إن العنف العابر للحدود تراجع مقارنة بما كان عليه قبل 12 شهراً. وأضاف المسؤول الاميركي أن الرئيس الباكستاني برويز مشرف نفى وجود معسكرات لتدريب المتشددين في الشطر الخاضع لسيطرة باكستان من كشمير. غير أن آرميتاج نقل عن مشرف قوله إنه إذا كانت مثل تلك المعسكرات موجودة فإنها "ستزول غداً". ويذكر أن عمليات التسلل عبر الحدود التي يقوم بها المتمردون الإسلاميون هي من الأسباب الرئيسة للتوتر وكادت أن تتسبب في حرب بين البلدين عقب هجوم دامٍ على البرلمان الهندي في كانون الأول ديسمبر 2001، والذي وجهت نيودلهي أصابع الاتهام فيه إلى مسلحين مدعومين من إسلام آباد. وحل آرميتاج آنذاك الأزمة بعدما قاد حملة ديبلوماسية دولية وحصل من مشرف على تعهد بتفادي الحرب بوقف التسلل نهائياً. وتتنازع الهندوباكستان على كشمير الواقعة في منطقة الهملايا، والمجزأة بينهما، غير أن كلاً منهما يطالب بها بالكامل. وتتهم الهندباكستان بتمويل متشددين إسلاميين ودعمهم وإرسالهم إلى القطاع الذي تسيطر عليه لقتال القوات الأمنية هناك. وتنفي إسلام آباد هذه التهم وتقول إنها لا تقدم سوى الدعم الديبلوماسي والمعنوي لتلك المجموعات. وقتل أكثر من 38 ألف شخص في الحركة الانفصالية في كشمير منذ بدأت عام 1989، وفقاً للأرقام الهندية. ويقول الانفصاليون وباكستان إن العدد يتجاوز ذلك بمقدار الضعف.