يحتضن استاد الملك فهد الدولي في الرياض اختتام موسم كرة القدم السعودية، والمتمثل بلقاء قطبي جدة الاتحاد والأهلي في نهائي مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين... والمباراة هي الأولى التي تجمع بين الفريقين في الرياض. وكان الاتحاد بلغ النهائي "مباشرة" من خلال تصدره المرحلة التمهيدية ب49 نقطة، في حين تخطى الأهلي القادسية 3-2 في المربع الذهبي. ويعتبر النقاد الرياضيون ان بلوغ الطرفين قمة الدوري يعد امراً منطقياً كونهما احتلا الموقعين الأول والثاني في المرحلة التمهيدية، ويملكان اقوى خطي هجوم اذ سجل لاعبو الاهلي 54 هدفاً في مقابل 53 حققها عناصرالاتحاد... وسبق ان التقى الفريقان في النهائي خلال موسمي 1999 و2000. ومنذ بدء تطبيق نظام المربع الذهبي عام 1991، احرز الاتحاد اللقب اربع مرات. وسبق للشباب ان "دشن" السجل بحصده الألقاب الثلاثة الأولى. في المقابل، فإن "القلعة" لم يذق طعم التتويج بعد على رغم بلوغه النهائي ثلاث مرات. ويسعى مدرب الاتحاد خالد القروني الى أن يصبح اول من يجمع بين لقبي الدرجتين الأولى والممتازة، بعدما قاد الوحدة الى درع "الأولى" وصعد به الى "الممتاز"، قبل ان يتولى المهمة الإنقاذية في الاتحاد خلفاً للبرازيليين اوسكار ومساعده بيدرو، ونجاحه اليوم سيجعله ايضاً ثاني مدرب محلي يحرز اللقب بعد يوسف خميس الذي قاد النصر الى هذا الانجاز عام 1995. وتدور في صفوف الأهلي علامات استفهام عدة حول مدربه البلجيكي ايليا زايوفيتش الذي كان مساعداً لمواطنه ديمتري دافيدوفيتش، وعلى رغم عبوره بالفريق من استحقاق الى آخر، فهو لم يحظ على رضا ادارة الفريق وأنصاره، ويتعرض دائماً للنقد، فضلاً عن طبعه المشاكس في الملعب خلال الحصص التدريبية والمباريات ما جعله عرضة للانذارات والعقوبات. ويجمع الفريقان كوكبة من اللاعبين المميزين ووجوهاً شابة لافتة. وتبدو كفة اجانب الأهلي، التي تضم المدافع التونسي خالد بدره ولاعب الوسط المصري محمد بركات، هداف الفريق برصيد 16 هدفاً، والمهاجم المغربي بوشعيب المباركي، الأرجح... وهي تتفوق على العناصر الاتحادية الممثلة في البرازيلي ماريليو والغيني كمارا العائد من الاصابة، والإيطالي توليو. و"يتعادل" مستوى الحارسين تيسير آل نتيف ومبروك زايد، وأحدث بدره توازناً ملحوظاً في دفاع الأهلي برتقه "الثقوب" كلها، ويمثل محمد نور القوة الاتحادية الضاربة، بينما يتفوق ثنائي الأهلي طلال المشعل والمباركي على حمزة ادريس والحسن اليامي هجومياً. ودخلت استعدادات الفريقين الجاهزية الكاملة بعيداً من عيون المناصرين و"الجواسيس"، ويتوقع المطلعون ان تكون المباراة قمة نهائية متكاملة، وقد يزج المدربان بوجوه أُبعدت عن الأضواء حفاظاً على سرية الخطط المرسومة. ويفضل الفريقان طريقة اللعب 5-3-2، وقد حفظها الاتحاد عن ظهر قلب. ويبدو الفوز في متناول "العميد" إذا ما استطاع مدافعوه تحييد المشعل وبركات، وظهور نور بمستواه الحقيقي. وتميل الكفة في مصلحة الأهلي في حال استغل ارتباك قائد الاتحاد باسم اليامي وعدم استسلام المشعل وبركات للرقابة، الى جانب الإحاطة الدائمة من تدخلات نور، وهذه المهمة من مسؤوليات لاعب الوسط الزهراني.