ابلغ رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود منسق الأممالمتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تيري رود لارسن ان لبنان الذي يتمسك بحق عودة الفلسطينيين الى ارضهم وبالتالي رفض التوطين يعتبر ان الموقف الإسرائيلي من "خريطة الطريق" يحمل في طياته مناورة واضحة للالتفاف على الحقوق، الأمر الذي يتطلب من اطراف اللجنة الرباعية تحمّل مسؤولياتهم كاملة. اما لارسن فأكد "ان حق العودة هو الوضع النهائي للاجئين وأن معالجة هذه المسألة تتم وفقاً لمقررات قمة بيروت"، ولاحظ وجود بارقة امل صغيرة وحقيقية في مسألة "خريطة الطريق". وكان لارسن وصل صباح امس الى بيروت في طوافة تابعة للقوات الدولية آتياً من تل ابيب واجتمع مع رئيس الجمهورية ثم وزير الدفاع محمود حمود. وسيلتقي خلال جولة على المسؤولين اللبنانيين تستمر ثلاثة ايام رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري ووزير الإعلام ميشال سماحة. وأكد الرئيس لحود للارسن "ان اي مبادرات تقوم بها الأممالمتحدة او تشارك فيها ينبغي ان تصب في النتيجة في مصلحة السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط الذي يتطلب تحقيقه تطبيق قرارات الأممالمتحدة التي تعيد الأراضي العربية المحتلة في لبنان وسورية وفلسطين الى اصحابها". وأبدى ارتياح لبنان الى موقفي الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة لجهة رفض الشرطين الإسرائيليين المتعلقين بإسقاط حق عودة الفلسطينيين والانسحاب حتى حدود 1967، معتبراً ان الاستمرار في التزام هذا الموقف الأميركي والدولي يعطي فرصة جديدة لإمكان الوصول الى صيغة عادلة وشاملة للنزاع العربي - الإسرائيلي ترتكز الى قرارات الشرعية الدولية. ولاحظ ان تحريك المسارين اللبناني والسوري يفتح الباب مجدداً امام تحريك العملية السلمية ويعطي الأمل بإمكان الوصول الى ما يحقق الأمن والاستقرار لدول المنطقة وشعوبها. وأدلى لارسن بعد لقاءاته بغير تصريح، موضحاً انه شدد خلال لقائه المسؤولين اللبنانيين على "الفرصة الجديدة التي قد تسمح باعادة احياء عملية السلام في المنطقة المتعلقة بالنزاع العربي - الاسرائيلي على المسارات كافة". وقال: "علينا جميعاً استغلال هذه الفرصة لجعلها واقعاً، وهذا يعني ان علينا العمل يداً بيد خصوصاً ان هناك احتمالاً للتوصل الى قواسم مشتركة والتقدم الى الأمام منذ مدة طويلة". وأعرب عن اعتقاده بأن "عملية السلام ستصبح واقعاً قريباً" معلقاً نجاحها ب"ما يمكن ان يعطيه الفرقاء المعنيون والمجتمع الدولي المتعاون معهم". وقال: "ان أهمية "خريطة الطريق" تكمن في ثلاثة أمور هي: ان "خريطة الطريق" أكثر توسعاً وعمقاً من أي خطة سلام أخرى قدمت الى منطقة الشرق الأوسط وهي تؤكد بوضوح وضع حد للاحتلال الذي بدأ عام 1967 والاعتراف العالمي بحق اسرائيل بالعيش في سلام قرب جيرانها وإقامة دولة فلسطينية وهذا الأمر لم يصرح به بهذا الوضوح من قبل في أي وثيقة اعدها المجتمع الدولي المتمثل الآن بالرباعية الدولية روسيا والاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة. و"خريطة الطريق" أكثر توسعاً من اتفاق "أوسلو" لأنها تتناول المسارات كافة وبخاصة سورية ولبنان، وهذا ما ناقشته اليوم لأنني سأناقشه مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. و"خريطة الطريق" يمكنها ان تحمل عمقاً استراتيجياً أكثر من أي خطة سلام سابقة لأنها تنص في وضوح على آلية دولية مهمتها مراقبة العملية. وسمحت لنفسي أشرف على رسم الخط الأزرق على الحدود باستعمال الانسحاب الاسرائيلي من لبنان، الذي يصادف اليوم الاحتفال بالذكرى الثالثة له، للتوصل الى حل يوافق عليه كل المعنيين من خلال آلية معينة لا سيما الأممالمتحدة التي عملت في شكل وثيق مع الحكومتين اللبنانية والاسرائيلية مدة ثلاث سنوات". وقال لارسن: "ان الانسحاب الاسرائيلي ما كان ناجحاً لولا هذه الآلية، وأعتقد ان الحال ستكون مماثلة لناحية تطبيق "خريطة الطريق". ويسرنا الآن ان الولاياتالمتحدة التزمت أيضاً في شكل قوي هذه العملية وهي إحدى حجارة الزاوية ونأمل بأن تبدأ هذه العملية". وعن التحفظات اللبنانية والسورية قال لارسن: "ان "الخريطة" تشمل المسارين السوري واللبناني وعلينا ان نعمل في طرق مختلفة من أجل التوصل الى حل يدفع بالفرقاء جميعاً للعودة الى طاولة المفاوضات وفقاً لها". وعن عودة اللاجئين الفلسطينيين أكد لارسن "موقف اللجنة الرباعية الواضح من هذه القضية وهو يعتبر ان حق العودة هو الوضع النهائي للاجئين. و"خريطة الطريق" مدرجة ضمنها مقررات قمة بيروت التي تشير في شكل واضح الى هذه المسألة وهذا يشكل أساساً لعمل اللجنة". وأشار الى ان "معارضة اسرائيل لحق العودة كانت قبل خطة السلام، أما الآن فان اللجنة الرباعية اتخذت موقفاً مشتركاً في ما يتعلق بهذه المسألة التي تعتبر جزءاً من عملية السلام، وهي تعتبر ان مسألة الوضع النهائي ستعالج تماماً وفقاً لمقررات قمة بيروت وخصوصاً ما يتعلق بمشكلة اللاجئين". وأكد لارسن "ان "خريطة الطريق" ليست خاضعة، بعد موافقة اسرائيل عليها، لأي تغيير او تبديل او تعديل وستبقى كما هي". وعن الوضع في الجنوب والقوات الدولية، رأى ان "هناك امكاناً للوصول الى استقرار دائم في الجنوب". وأكد ان "تقرير الأممالمتحدة عن الهدوء الذي يسود المنطقة الحدودية سينعكس في التقرير الذي يعد عن مهمة الطوارئ في جنوبلبنان".