سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكد ان "خريطة الطريق" قد تكون "الفرصة الأخيرة لتحقيق حل بقيام دولتين". لارسن يحذر من وقف عمليات الأمم المتحدة في قطاع غزة إذا استمرت القيود الاسرائيلية
حذر المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تيري رود لارسن، من اقتراب "استحالة" الاستمرار في عمليات الأممالمتحدة الانسانية في قطاع غزة، ما لم تتوقف اسرائيل عن منع موظفي المنظمة الدولية من ايصال الاغاثة والمعونات الانسانية الى ثلثي سكان قطاع غزة من اللاجئين المعتمدين على وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين اونروا. وقال في احاطة شاملة أمام مجلس الأمن أمس الاثنين ان "خريطة الطريق" التي قدمتها اللجنة الرباعية التي تضم الأممالمتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا الى كل من الحكومة الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية قد تكون "الفرصة الأخيرة لتحقيق حل بقيام دولتين". وانعقد مجلس الأمن في جلسة علنية، تعقد شهرياً، للاستماع الى تقرير عن الوضع في الشرق الأوسط، تبعتها مشاورات مغلقة. وأبلغ لارسن الى المجلس مواقف الأممالمتحدة من التطورات على الساحتين الفلسطينية - الاسرائيلية، واللبنانية - الاسرائيلية، وركز على مخاطر الوضع الخطير في قطاع غزة وعلى "خريطة الطريق" ومصيرها. وقال مندوب فلسطين الدكتور ناصر القدوة ان احاطة لارسن تضمنت "نقاطاً ايجابية عديدة" انما ايضاً فيها "نواقص كبيرة". وأشار بالذات الى النقص في التشديد على أن "رفض اسرائيل خريطة الطريق يبقى العقبة الأولى" وبالتالي "لا توجد خريطة طريق لأن الحكومة الاسرائيلية لم توافق عليها بعد". والنقص الآخر، حسب القدوة، هو عدم وصف الوضع القانوني بأنه "احتلال أجنبي"، وليس مجرد رد أو دفاع، "وهذا لا ينسجم مع الموقف القانوني الشامل". وميّز القدوة بين العمليات الانتحارية وبين "المقاومة الفلسطينية للاحتلال". وقال: "لا بد من وقف نار مشترك" من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي. ولفت الى أن "أكثر من 70 مدنياً فلسطينياً قتلوا برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلية منذ تسليم خريطة الطريق الى الطرفين". ومن جهته، قال نائب السفير الاسرائيلي لدى الأممالمتحدة: "نتوقع من القيادة الفلسطينية اتخاذ الاجراءات الملموسة ضد الارهاب، وليس مجرد الاعلانات اذ انها غير كافية. وحتى الآن لم تتخذ مثل هذه الاجراءات". واعتبر أن الوضع الانساني المتدهور الخطير في قطاع غزة هو "نتيجة مباشرة للأعمال الارهابية". وقال ان زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى واشنطن اجلتها "9 جنازات" وزاد ان الاجتماع سيعقد لاحقاً. ورد القدوة بمقولة ان حكومة أبو مازن "لن تكون قادرة" على وقف العمليات الانتحارية ما لم تتوقف الحكومة الاسرائيلية عن مواقفها واجراءاتها. واعتبر رود لارسن من جهته ان الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي مسؤولان عن إنجاح "خريطة الطريق" الى جانب "تصميم" اللجنة الرباعية ولاعبين اقليميين "مثل مصر والأردن والسعودية". ووصف لارسن أهداف "خريطة الطريق" بأنها "قيام فلسطين ديموقراطية ذات سيادة وقدرة على البقاء، واسرائيل آمنة ومزدهرة، وسلام عادل ودائم في منطقة الشرق الأوسط". وقال: "ان العراقيل أمام هذه الأهداف عديدة وأن الارهاب لن يتوقف ما لم يتخذ الطرفان اجراءات متوازية". وأشار لارسن الى أن السلطة الفلسطينية، بموجب "خريطة الطريق"، عليها "التزامات ببذل جهود واضحة على الأرض" ضد الذين يخططون للأعمال الارهابية ويرتكبونها "من اعتقال" الى "محاكمة". وأشار ايضاً الى أن على اسرائيل التزامات بعدم اتخاذ اجراءات ضد المدنيين الفلسطينيين. وأشار الى "استمرار قتل المدنيين الفلسطينيين وتدمير ممتلكاتهم". وزاد ان "تدمير البيوت مستمر بمعدل 70 بيتاً شهرياً". وقال ان نسبة تجريف الأراضي الزراعية ازدادت بنسبة مئة في المئة في الأشهر الستة الماضية. وطالب لارسن باسم الأممالمتحدة اسرائيل "بوقف استخدام القوة المفرطة، وتنفيذ التزاماتها بموجب القانون الانساني الدولي" وبوقف الاغتيالات. وتطرق الى انهيار الاقتصاد الفلسطيني بسبب سياسة الاغلاق الاسرائيلية، وذكر ان هناك الآن أزمة صحية بسبب الوضع المائي المستمر في التدهور وما برز عنه من أمراض. وحذر لارسن من اضطرار الأممالمتحدة الى إيقاف عملها في قطاع غزة بسبب الاجراءات الاسرائيلية المتعلقة بمنع الموظفين الدوليين من العبور بحرية الى القطاع، معتبراً هذه السياسة "خرقاً" للاتفاقات الدولية وللقانون الدولي ولواجبات اسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال. وفي ما يخص الوضع على "الخط الأزرق" في جنوبلبنان قال لارسن انه على رغم الخروقات "فإن الحدود بين لبنان واسرائيل وبين لبنان والأراضي السورية التي تحتلها اسرائيل ما زالت أكثر هدوءاً مما كانت عليه لعقود".