أبلغت الحكومة السودانية واشنطن استعدادها اللامشروط للتصدي للارهاب، وطلبت اعادة التعاون العسكري والامني بين البلدين، فيما ابلغت واشنطنالخرطوم شروطها لرفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للارهاب. في موازاة ذلك، بدأ فريق عسكري اميركي محادثات مع المسؤولين السودانيين ناقشت ظاهرة الارهاب. واجرى وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل الذي انهى امس زيارة لواشنطن، محادثات مهمة مع نظيره الاميركي كولن باول ومساعد وزير الدفاع بيتر رودمان واعضاء في الكونغرس، ركزت على مكافحة الارهاب والعقوبات التي تفرضها واشنطن على بلاده. وطلب اسماعيل من باول رفع اسم السودان من اللائحة الاميركية للدول الراعية للارهاب، موضحاً انه لا يوجد مبرر لاستمرار هذا الوضع، وعبّر عن ارتياحه الى التعاون الاميركي مع الخرطوم في مجال محاربة الارهاب. واعرب باول في تصريحات نقلتها وكالة "فرانس برس" عن تقديره للتعاون الذي ابداه السودان لمكافحة الارهاب، لكنه اضاف انه يحتاج الى المزيد من التعاون حتى يرفع اسمه من قائمة الدول الراعية له. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر للصحافيين ان تعاون الولاياتالمتحدة مع السودان في محاربة الارهاب "جيد وفي تحسن مضطرد"، مشيراً الى ان "باول اطلع اسماعيل على ما هو مطلوب لرفع اسم السودان من لائحة الارهاب". في موازاة ذلك، وصل الى الخرطوم قبل يومين عسكريون اميركيون من قيادة القوات المشتركة الخاصة بمحاربة الارهاب في منطقة القرن الافريقي. وانضم الى الفريق العسكري الذي وصل على متن طائرة عسكرية خاصة، ضابط الاتصال في السفارة الاميركية في الخرطوم الكولونيل دنيس قيدنس المكلف قيادة الفريق، واجرى الوفد محادثات مع مسؤولين في الجيش والاستخبارات السودانية ناقشت التعاون في محاربة الارهاب وضمان الامن على حدود السوان مع كل من كينيا واثيوبيا واريتريا واوغندا لمنع تسلل اي ارهابيين، وتزويد الفريق اي معلومات عن ارهابيين محتملين او خلايا نائمة في البلاد. وقال قيدنس ان السودان ابدى نشاطاً وتعاوناً في الحرب على الارهاب، وان واشنطن لا تزال تنتظر المزيد من التعاون. واعتبر وصول فريق عسكري اميركي تعبيراً رمزياً عن مستوى التعاون بعد تراجع في علاقات البلدين خلال العقد الماضي. وذكر الضابط المسؤول في القوات الجوية الاميركية شادويك هيلد ان وجود الوفد العسكري في الخرطوم يعطي الزيارة بعداً خاصاً. واعرب عن امله في التعاون مع العسكريين السودانيين لدرء اي هجمات ارهابية محتملة في الدول الاخرى والخروج بأسس لاستئصال الارهاب من المنطقة. من جهة اخرى، ينتظر ان يبدأ اليوم وسطاء عملية السلام مشاورات مع الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة جون قرنق في شأن المناطق الثلاث المهمشة، شددت "الحركة" على "ان اي اتفاق سلام نهائي يجب ان يشمل كل مناطق السودان ويحقق للسودانيين الاجماع الوطني"، وقلّلت في الوقت نفسه من التفاؤل الحكومي "بأن السلام بات في متناول اليد". وذكر ل"الحياة" في اسمرا الناطق باسم "الحركة" ياسر عرمان "ان وسطاء ايغاد يبدأون اليوم مشاورات مع وفدي الحكومة والحركة تستمر حتى 27 الشهر الجاري تتعلق بقضية المناطق المهمشة الثلاث، وهي النيل الازرق وجبال النوبة وابيي". وستجري المشاورات مع كل طرف على حدة. ويضم كل وفد خمسة مفاوضين من ابناء تلك المناطق".