رحبت الخرطوم أمس بأي اتجاه لرفع اسم السودان من اللائحة الاميركية للدول التي ترعى الارهاب معتبرة انه لا توجد أسباب موضوعية لابقائها في اللائحة، خصوصاً بعد موافقة واشنطن على رفع العقوبات الدولية عنها. وكررت الحكومة السودانية تأكيد رغبتها في استكمال تطبيع علاقاتها مع الولاياتالمتحدة. وأعلن مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب ريكر في حديث الى صحيفة "الأيام" السودانية نشرته امس ان هناك تعاوناً وثيقاً في مجال تبادل المعلومات الخاصة بمحاربة الارهاب بين واشنطنوالخرطوم. واشار الى لقاء عقده وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان مع مساعد وزير الخارجية الاميركي للشؤون الافريقية في لندن أخيراً وركز على موضوع الارهاب. ورأى ريكر ان أمام السودان "فرصة جيدة للخروج من اللائحة الاميركية للارهاب"، موضحاً ان الاتصالات جارية بين البلدين لنبذ الارهاب. وتابع: "نريد ان نرى هذه العملية وهي تحرز تقدماً. هناك مؤشرات ايجابية في هذا الشأن من السودان وسنوالي متابعة ذلك". وقال ان الادارة الاميركية اطلعت الحكومة السودانية على الشروط اللازمة لخروج الخرطوم من اللائحة. وأضاف المسؤول الاميركي: "على رغم الحوار الجاري في شأن الارهاب فإن لواشنطن اهتمامات اخرى في العلاقات مع السودان، مثل موضوع الحرب الاهلية في جنوب البلاد وحقوق الانسان وستستمر معالجة هذه القضايا في اطار مهمة مبعوث الرئيس الخاص الى السودان جون دانفورت". وتحدثت تقارير اميركية في وقت سابق عن اتصالات هاتفية جرت عقب أحداث 11 ايلول سبتمبر الماضي بين الرئيسين عمر البشير وجورج بوش ووزير خارجية البلدين الدكتور مصطفى عثمان وكولن باول. واشاد نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج بالتعاون الذي أبداه السودان تجاه الحملة الاميركية لمكافحة الارهاب، على رغم انه اعتبر ان هذا التعاون لا يرقى الى مستوى المشاركة في التحالف الدولي. واكد ان موافقة واشنطن على رفع العقوبات الدولية عن السودان تمثل اعترافاً بذلك وفي اطار تفاهم بين الجانبين. ورحب مسؤول في وزارة الخارجية السودانية امس ب"توجهات واشنطن نحو الحوار وتصفية الملفات العالقة بين البلدين". وقال ل"الحياة" ان تصريحات ريكر تؤكد قناعة الإدارة الاميركية بعدم صلة السودان بالإرهاب الأمر الذي يبرر رفع اسمه عن اللائحة الاميركية للارهاب. ورأى ان موافقة الولاياتالمتحدة على رفع العقوبات الدولية عن السودان كانت "مؤشراً قوياً على ان رفع اسمه عن اللائحة الاميركية مسألة وقت". ودعا واشنطن ايضاً الى إلغاء العقوبات الاقتصادية والتجارية التي تفرضها من جانب واحد. الى ذلك، يصل الى الخرطوم الخميس المقبل وفد اميركي يضم مساعد وزير الخارجية للشؤون الافريقية نشارلس اسنايدر ومنسق شؤون السودان في مكتب المبعوث الاميركي الرئاسي الى السودان روبرت اوكلي. وسيجري الوفد محادثات مع المسؤولين في الحكم والمعارضة تركز على مساعي انهاء الحرب الاهلية في جنوب البلاد المستمرة منذ 18 عاماً بفرض تقديم اقتراحات الى المبعوث الاميركي الذي ينتظر ان يزور السودان الشهر المقبل. الى ذلك، قال عضو المكتب القيادي في حزب الأمة المعارض الدكتور إبراهيم الأمين في مؤتمر صحافي عقده في القاهرة أمس، أن وضع السودان على لائحة الارهاب "لم يأت من فراغ ، ولذلك نحاول الاسراع في التوصل الى استقرار سياسي داخلي حتى نضمن أن لا تسيء إلينا أي دولة".. وعن التدخل الاميركي في السودان قال إن واشنطن تحرص على حماية مصالحها، وهناك تعاطف في الكونغرس مع الجنوبيين في السودان، وهي تهتم ايضاً بالسودان خصوصاً بعد نجاح الصين في استخراج النفط فيه. وأشار الى أن حزب الأمة ارسل وفوداً الى القاهرة لبدء حوار مع فصائل "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض لتقريب وجهات النظر مع الحكومة.