امتنعت الحكومة البريطانية عن الدخول في مبارزة كلامية امس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي فجر أزمة ديبلوماسية جديدة مع لندن عندما هاجم بشدة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ووزير خارجيته جاك سترو ل"تدخلهما غير اللازم" في الشؤون الاسرائيلية. جاء ذلك قبل 24 ساعة من المحادثات المقرر ان يجريها اليوم وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم في لندن مع كل من بلير وسترو للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. واعرب شارون في حديث نشرته أمس صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية عن غضه من التصريحات التي كان بلير وسترو أدليا بها منذ فترة وطالبا فيها بضرورة احترام كل قرارات الأممالمتحدة بما في ذلك تلك التي تدعو اسرائيل الى الانسحاب من الأراضي المحتلة. وكان سترو سئل قبل نشوب الحرب في العراق عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة بالنسبة الى مطالبة نظام صدام حسين بتنفيذ قرارات الأممالمتحدة، ولكن مع عدم حث اسرائيل على ان تحترم القرارات الدولية. ورد سترو بالقول: "ان هناك فعلاً معايير مزدوجة واننا سنتعامل معها وانني اشعر بالضيق والغضب بسبب مأساة الفلسطينيين ولكنني ايضاًَ غاضب ومتضايق من الارهاب الذي تتعرض له اسرائيل". وبدوره، قال شارون امس: "كنت اعتقد خلال أيام شبابي ان بلير صديق دائم لاسرائيل". وأضاف: "قد يكون لا يزال صديقاً لاسرائيل اليوم ولكن مثل هذه المقارنات ومطالبة اسرائيل بتنفيذ القرارات يبدو لي بمثابة تدخل غير لازم". وتدهورت علاقات اسرائيل مع بريطانيا بعدما منع شارون الوفد الفلسطيني من السفر الى لندن قبل نهاية العام الماضي للمشاركة في مؤتمر عن اصلاح المؤسسات الفلسطينية في لندن نظمه مكتب بلير والخارجية البريطانية. وثار غضب شارون ايضاً عندما التقى بلير زعيم حزب العمل الاسرائيلي عمرام متسناع قبل الانتخابات الاسرائيلية. وامتنع ناطق باسم بلير امس عن الرد مباشرة على تصريحات شارون واكتفى بالقول: "رئيس الوزراء ما زال ملتزماً بأن يفعل أقصى ما في وسعه للمساعدة في التوصل الى تسوية في الشرق الأوسط، ولذلك فإنه رحب بنشر خريطة الطريق في نهاية الشهر الماضي وسيواصل العمل بكل طاقته مع الأطراف لدفع عملية السلام قدماً". وأضاف: "وعلى سبيل المثال فإنه سيلتقي وزير الخارجية الاسرائيلي عندما يزور لندن". وكان بلير حض الرئيس الاميركي جورج بوش على نشر "خريطة الطريق" وحض الطرفين على تنفيذها.