أبلغت الحكومة الاسرائيلية برئاسة ارييل شارون الحكومة البريطانية أمس انها لن تعدل عن قرارها منع وفد فلسطيني من السفر الى لندن للمشاركة في مؤتمر دعا اليه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير للبحث في اصلاح السلطة الفلسطينية ومؤسساتها. وأبلغت هذه ترشيح أحد قادة حركة "كاخ" العنصرية المحظورة باروخ مارزل ضمن لائحة حزب "حيروت"، أكثر الأحزاب اليمينية تطرفاً وعلى منع ترشيح وزير الدفاع شاؤول موفاز لأسباب فنية واليميني المتطرف موشيه فيغلين على لائحة ليكود. وقالت المحكمة إنها ستعلن تسويغاتها في وقت لاحق. الرسالة الى لندن فيما استقبل بلير زعيم حزب "العمل" الاسرائيلي المعارض عمرام متسناع. اجتمع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في مقره، 10 داوننغ ستريت، أمس مع زعيم حزب العمل الاسرائيلي المعارض عمرام متسناع في خطوة اعتبرت بمثابة تصعيد في الأزمة القائمة بين بريطانيا وحكومة ارييل شارون. وازدادت الأزمة حدة بعد اعتراض شارون على لقاء بلير - متسناع، كذلك بعد رفض اسرائيل السماح لوفد فلسطيني بالسفر الى لندن لحضور مؤتمر ترعاه بريطانيا لاصلاح مؤسسات السلطة الفلسطينية. وتعترض اسرائيل على لقاء متسناع مع بلير لأنه يأتي قبل فترة قصيرة من الانتخابات الاسرائيلية. لكن مكتب رئيس الوزراء البريطاني دافع عن اللقاء قائلاً ان بلير كان عقد لقاءات مماثلة مع زعماء أوروبيين واسرائيليين معارضين قبيل انتخابات برلمانية في بلادهم، من بينهم ايهود باراك زعيم حزب العمل الاسرائيلي السابق في عام 1999. وجاء التوتر في العلاقات البريطانية - الاسرائيلية ايضاً بعد رفض بلير مقابلة وزير الخارجية الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في لندن خلال زيارة قام بها الى بريطانيا الشهر الماضي في اطار جولة أوروبية. وألغى وزير الخارجية البريطاني جاك سترو مؤتمراً صحافياً كان مقرراً عقب اجتماعه مع نتانياهو بسبب خشيته من اظهار حدة الخلافات البريطانية - الاسرائيلية على الملأ. وعلى رغم محاولة المسؤولين البريطانيين أمس التقليل من تأثير لقاء بلير مع زعيم حزب العمل إلا ان الرسالة الواضحة من وراء الاجتماع هي تأييد بريطانيا غير المعلن لسياسة متسناع وبرنامجه الانتخابي الذي يدعو الى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين واقامة دولة فلسطينية مستقلة. وأكد ناطق باسم مقر رئيس الوزراء البريطاني أمس ان اسرائيل أبلغت بريطانيا بأنها لن تعدل عن قرارها منع سفر وفد فلسطيني الى لندن للمشاركة في مؤتمر يخصص لاصلاح السلطة الفلسطينية ومؤسساتها. لكن الناطق أكد ان بريطانيا مصرة على "التزامها باجراء الحوار مع الفلسطينيين بطريقة أو بأخرى" إلا انه رفض أن يفصح عن طريقة الحوار أو موعده. وقالت مصادر رسمية لاحقاً انه ليس من المستبعد أن يجري هذا الحوار في الاسبوع المقبل، كما كان مقرراً ولكن من دون حضور الوفد الفلسطيني شخصياً الى لندن. وتجري الحكومة البريطانية حالياً تقويماً لكيفية الطريقة التي سيتم بها هذا الحوار. بينما ذكر ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية ان لندن تشعر بخيبة الأمل إزاء رفض اسرائيل العدول عن قرارها. وسيتم اعلان موقف بريطانيا الجديد حول اسلوب الحوار قريباً. وذكرت صحيفة "دايلي تلغراف" البريطانية امس ان بلير يدرس امكان عقد مؤتمر لندن عن طريق اتصال بالفيديو أو الهاتف مع الفلسطينيين. ولكن الصحيفة نسبت الى مسؤولين فلسطينيين وعرب قولهم ان من غير المرجح أن يشاركوا في هذه المحاولة التي ترمي الى الالتفاف على الرفض الاسرائيلي لسفر الوفد الفلسطيني. ولا تزال الحكومة البريطانية تتخذ الترتيبات اللازمة لعقد المؤتمر في موعده، إلا أن هناك اتجاهاً لتأجيله الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية إذا واصلت اسرائيل رفض نداء بلير لها بتغيير موقفها.