يتوقع المحللون الاقتصاديون في المغرب خسارة اكثر من بليوني دولار السنة الجارية بسبب تداعيات الحرب، وهي ارقام تظل قابلة للارتفاع بسبب غموض آفاق ما بعد الحرب واحتمال استمرار عدم الاستقرار لفترة طويلة. تطغى مواضيع الحرب على العراق وتفاصيلها على اهتمام المسؤولين والمواطنين على السواء في وقت يتزايد قلق المؤسسات الاقتصادية والمستثمرين من تزايد الخسائر المالية والتجارية نتيجة تداعيات الحرب واستمرار تراجع الطلب الدولي على السلع والخدمات. وتم احصاء ثلاثة قطاعات تأثرت سلباً بالحرب تشمل السياحة والنقل الجوي وصادرات المنسوجات والملابس الجاهزة التي تُقدر خسائرها مجتمعة بنحو بليوني دولار، في وقت يواجه المغرب شبه كساد في تدفق الاستثمارات الاجنبية والقروض الميسرة. وقال وزير السياحة عادل الديوري: "ان المغرب سجل تراجعاً ملحوظاً في حركة السياح الاجانب خصوصاً الى المدن السياحية الكبرى مثل مراكش واغادير وطنجة راوحت بين 10 و20 في المئة حسب المناطق". واشار الى ان البلد استعد لكل الاحتمالات بما في ذلك "احتمال تراجع العائدات السياحية التي تمثل الى جانب تحويلات المهاجرين وصادرات الفوسفات اهم مصادر المغرب من العملة الصعبة". وكانت تلك العائدات بلغت مجتمعة اضافة الى الاستثمارات الاجنبية اكثر من 10 بلايين دولار عام 2001 ونحو 8 بلايين دولار عام 2002 وهي قد تتهاوى الى دون 7 بلايين دولار سنة 2003 بسبب الحرب. الاعلان والضرائب وقال وزير السياحة المغربي "ان الرباط ستبدأ حملة اعلانية في بعض الاسواق السياحية الدولية مباشرة بعد انتهاء الحرب كما سيُعلن قريباً برنامج لتشجيع السياحة الداخلية للابقاء على نشاط الفنادق وتحمل فوائد تأخير سداد ديون على الشركات السياحية الوطنية والغاء الضرائب على بعض الخدمات السياحية". لكن المسؤولين لا يستبعدون تراجع عائدات السياحة التي ظلت في الاعوام الثلاثة الماضية تؤمن نحو 2.6 بليون دولار من الايرادات وتوفر اكثر من نصف مليون وظيفة عمل وتستقبل اربعة ملايين سائح. واستبعد وزير السياحة تأثير الحرب في برنامج المغرب لاستقطاب 10 ملايين سائح اجنبي سنة 2010 وقال: "ان انعكاس الحرب على السياحة ظرفي وآني اما المخطط السياحي المغربي فهو طويل الامد ويستهدف مضاعفة حجم الصناعة السياحية ثلاث مرات ويضخ استثمارات لا تقل عن خمسة بلايين دولار في عشر سنوات". ولا يتقاسم اصحاب الفنادق وشركات السياحة والنقل تفاؤل الحكومة وافادت مصادر من وكالات السفر في مراكش واغادير ان السياحة تراجعت بين 18 و30 في المئة منذ الاسبوع الاخير من الشهر الماضي وهي في تراجع مضطرد على رغم استمرار حركة السياح الفرنسيين والالمان وان بشكل اقل من السابق. وتراجعت السياحة الاميركية اكثر من 40 في المئة وتقلصت السياحة الخليجية الى ادنى مستوى لها منذ اكثر من عقد وتجاوزت النسبة 90 في المئة في بعض الفنادق الكبرى. وحصدت حركة النقل الجوي اكبر نسبة خسائر جراء الحرب وقال مسؤول في "الخطوط الملكية المغربية" ان الشركة فقدت 30 في المئة من نشاطها منذ بداية الحرب مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وتتوقع الشركة استمرار التراجع طيلة نيسان ابريل الجاري بواقع 20 في المئة على جل الرحلات الدولية.