تتوقع الحكومة المغربية ان تتراجع عائدات السياحة الى نحو بليوني دولار السنة الجارية من مستوى 2.7 بليون دولار حققها القطاع العام الماضي. وتعني خسارة 700 مليون دولار من العائدات السياحية ان القطاع سيتراجع الى المرتبة الثانية او الثالثة بين القطاعات التى تؤمن العملات الاجنبية للخزينة وبعد الصادرات الزراعية وتحويلات المهاجرين. يستمر تراجع السياحة الدولية الى المغرب ودول منطقة شمال افريقيا نتيجة الاحداث الدامية في الشرق الأوسط وتنامي الغضب ضد اسرائيل والدول المؤيدة لها، خصوصاً الولاياتالمتحدة الاميركية. ويتخوف المهنيون من ان يؤدي استمرار عدم الاستقرار في المنطقة الى كساد في قطاع السياحة المغاربية الذي يؤمن 7 في المئة من اجمالي الناتج المحلي في المغرب ونحو 10 في المئة في تونس ويعمل فيه مليون شخص في المغرب العربي. وكان حادث جزيرة جربة التونسية، الذي اسفر عن مقتل عشرة سياح ألمان أضر بفرص انتعاش السياحة في شمال افريقيا التي لم تخرج بعد من مضاعفات أحداث 11 ايلول سبتمبر الماضي. ويتخوف المهنيون من ان يتم استغلال هذا الحادث لثني السياح الألمان عن الذهاب الى جنوب البحر المتوسط. ويمثل الألمان ثاني اكبر مجموعات سياحية بعد الفرنسيين وأول سوق في الاتحاد الأوروبي لجهة الانفاق على السياحة والسفر في المنطقة. وأفادت احصاءات رسمية نشرت أمس ان مراكش، اكبر المدن السياحية في المغرب، شهدت الشهر الماضي تراجعاً حاداً في اعداد الليالي الفندقية بلغ 15 في المئة الى 285.7 ألف ليلة من أصل 340 ألف ليلة في الفترة المقابلة من العام الماضي، بينما تراجع عدد السياح الاجانب الى كل من مئة ألف شخص وهو أقل معدل شهري منذ اعوام طويلة. وأشارت الاحصاءات الى ان اعداد السياح انخفضت الى 97 ألفاً من أصل 124 ألفاً في آذار مارس 2001، وقدرت نسبة الخسائر في القطاع بنحو 21 في المئة على رغم استمرار توافد السياح الفرنسيين الذين بلغ عددهم حوالى 50 ألف شخص نصف السياح يليهم السياح الاسبان 5.6 ألف والالمان 5.6 ألف والبريطانيين 4.7 ألف. وشمل التراجع جميع الجنسيات من دون استثناء بما في ذلك السياحة الداخلية نفسها اعتقاداً من الناس ان فترة الحروب لا تشجع على السياحة والسفر. وعاينت "الحياة" في مراكش تراجع الطلب على الفنادق والمحلات بشكل واضح قياساً للنشاط المسجل في العامين الماضيين. كما تقلص الطلب على الفنادق في اغادير، ثاني اكبر مدينة سياحية، التي كان يأتيها السياح الالمان والاسكندنافيون بكثافة في فترات الربيع، كما انخفض عدد السياح الاسبان في شمال المغرب والايطاليين في الرباط وفاس. واختفى السياح الاميركيون من وارزازات الا في حالات قليلة. وكان الاميركيون يأتون بكثافة الى هذه المدينة الواقعة بين جبال الاطلس والصحراء للاستمتاع بالطبيعة وتصوير مشاهد سينمائية. وأفاد تقرير عن السياحة في المغرب ان الاحداث المتتالية التي تشهدها مناطق عدة عبر العالم منذ ايلول الماضي ساهمت في تغيير اتجاه السياحة الدولية واصبح صعباً على شركات السياحة والسفر تنظيم رحلات الى مناطق تصفها بأنها "غير مناسبة" في الوقت الراهن. على رغم ان المغرب تضرر أقل من غيره من الدول السياحية في المنطقة. وتوقع التقرير استمرار تراجع اعداد السياح الاجانب بوتيرة انحدارية بسبب عدم اتضاح الرؤية وزيادة الحملات التي تستهدف التأثير في السياحة صوب المنطقة العربية. ويتوقع المغرب ان تتراجع عائدات السياحة السنة الجارية الى الدرجة الثانية أو الثالثة في ترتيب مصادر الدخل من العملات الاجنبية على ان تستقر في نحو بليوني دولار نهاية السنة من 2.7 بليون دولار العام الماضي. وستتقلص نسبة النشاط السياحي في اجمالي الناتج القومي الى نحو 5 في المئة وهي أقل نسبة منذ منتصف التسعينات. وألغى المغرب عدداً من الاحتفالات والتظاهرات السياحية والثقافية تضامناً مع المحنة التي يعيشها الفلسطينيون كما أرجأ احتفالات كانت ستشهدها مراكش لمناسبة زفاف الملك محمد السادس التي كان منتظراً ان تحضرها شخصيات من دول عدة.