اعلنت شركة "كلوب ميديترانيه" السياحية الفرنسية امس خطة لاستثمار 1,35 بليون درهم 122 مليون دولار لبناء 9 آلاف غرفة فندقية في المغرب قبل سنة 2006 لمواجهة الطلب المتزايد على منتجعاتها . وذكرت الشركة انها ستبني قرى سياحية جديدة في عدد من مدن المغرب مثل الحسيمةومراكش واغادير والداخلة، لمضاعفة اعداد زبائنها الى 200 الف سائح اجنبي في منتصف العقد الجاري ارتفاعاً من 100 الف حالياً. وقال مدير العمليات الخارجية في الشركة جان لوك هيلاري: "ستركز الشركة نشاطها على مناطق المغرب ومصر وتونس وجزر موريشيوس، وستنطلق الاعمال في ايلول سبتمبر المقبل على ان تدخل تلك القرى الخدمة سنة 2004". وتوقعت "كلوب ميديترانيه"، التي يعود تواجدها في المغرب الى مطلع الستينات، ان تستقبل سياحاً اقل الصيف الجاري مقارنة مع العام الماضي بسبب استمرار مضاعفات احداث 11 ايلول واحجام بعض وكالات السفر الدولية عن ادراج بعض المناطق في جنوب حوض البحر الابيض المتوسط ضمن برامجها. وكانت "كلوب ميديترانيه" خسرت العام الماضي نحو 14 في المئة من نشاطها السياحي وتراجع عدد زبائنها 18 في المئة متأثرة بالاحداث الدولية المتلاحقة في المنطقة، وتتوقع الشركة خسائر تصل الى 18 مليون يورو في النصف الاول من سنة 2002. واعتبرت "كلوب ميديترانيه" ان خسائرها كانت محدودة في المغرب ما يشجعها على استثمار اكثر من 130 مليون يورو في بعض مدن المملكة، خصوصاً في مراكش التي ستقيم فيها قلعة سياحية بشراكة مالية مع صندوق الايداع والتدبير كما ستشيد قرية اخرى جنوب اغادير الى جوار محمية طبيعية للطيور المهاجرة في منطقة تيفنيت، وقرية ثالثة في الحسيمة على البحر الابيض المتوسط لسياحة العائلات. وتعتقد الشركة الفرنسية ان الظروف الصعبة التي كانت واجهت السياحة الدولية نهاية العام الماضي تراجعت او زالت تقريبا وان عودة الانتعاش الى القطاع باتت بيد المهنيين اكثر منها بسبب ظروف خارجية. وتعتبر "كلوب ميدترانيه" ثاني اكبر مجموعة سياحية استثمارية في المغرب بعد "اكور" التي قررت تحويل بعض القصور القديمة في مراكش الى فنادق سياحية. من جهة اخرى، استبعد مسؤول في وزارة المال والاقتصاد والسياحة امس ان يكون لاعتقال ناشطين عرب محسوبين على تنظيم "القاعدة" تأثير على تدفق حركة السياح نحو المغرب، واعتبر ان السرعة والدقة التي احيطت بهما عملية تفكيك شبكة مقربة من "القاعدة" كانت تعتزم تفجير بواخر اوروبية واميركية في مضيق جبل طارق، تعززان صورة الرباط في مجال الاستقرار ومكافحة الارهاب والجريمة المنظمة وتضفيان مصداقية على تعاونها الدولي. ويتوقع المغرب استمرار النشاط في القطاع مع احتمال تراجع ضعيف في بعض الاسواق الاوروبية التقليدية تراجع السياحة الاميركية 17 في المئة التي يمكن تعويضها بسياح عرب من دول الخليج والشرق الاوسط، التي يزورها حاليا وفد كبير من المكتب المغربي للسياحة ومديرو بعض الفنادق الكبرى. وكانت عائدات السياحة حلت ثانية في مصادر الدخل الخارجي في المغرب بعد تحويلات المهاجرين ويتوقع لها السنة الجارية نحو 2,7 بليون دولار.