سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خرازي : آمل ألا تنجر الولايات المتحدة إلى تطبيق سياسات إسرائيل في المنطقة . تركيا وإيران تناقشان مستقبل العراق وترفضان تقسيمه وقيام دولة كردية في شماله
أكدت تركياوإيران تقاسمهما وجهات نظر متماثلة في ما يخص تقويم الوضع في شمال العراق، وحرصهما على إقامة نوع من التنسيق السياسي بينهما وتبادل زيارات المسؤولين وتطوير مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وسمحت زيارة قام بها وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي إلى أنقرة أمس، وخصصت للبحث في مسار الحرب في العراق، وتأكيد "تمسك البلدين بوحدة الأراضي العراقية"، بإعادة فتح قنوات الحوار الرسمي التي كان سادها الغموض والارتباك في الاونة الأخيرة، وان بدا واضحاً رغبة تركيا في تجنب تبني أي موقف علني معارض للحرب يكون متناقضاً مع الموقف الأميركي. حذّرت إيران من "المستقبل الغامض للعراق"، ودعت في صورة غير مباشرة الولاياتالمتحدة إلى الحوار بخصوص العراق، فيما أكد وزير خارجيتها كمال خرازي، في زيارته الرسمية إلى أنقرة أمس، أنه "من دون دعم دول الجوار" لن يتحقق استقرار العراق. وكان خرازي قرر القيام بزيارته إلى أنقرة، في أعقاب زيارة مفاجئة قام بها وزير الخارجية الأميركي كولن باول إلى العاصمة التركية قبل خمسة أيام، وسمحت بإبرام اتفاق أميركي - تركي يتعلق بالحرب الدائرة في العراق. والتقى الوزير الإيراني صباح أمس نظيره التركي عبدالله غل، ثم التقى بعد الظهر رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في مقر رئاسة الحكومة، قبل أن يقفل عائداً إلى بلاده. وعكست أجواء المحادثات رغبة البلدين المتجاورين في ابقاء قنوات الحوار مفتوحة بينهما، ومتابعة الموقف في العراق اللذين يتقاسمان معه حدوداً برية يتجاوز مجموعها ألف كيلومتر. وخلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده خرازي وغل، بدا الفارق واضحاً في لغة الوزير الإيراني التي كانت أكثر تشدداً تجاه الأميركيين، وفي لغة الوزير التركي التي بدت أكثر ديبلوماسية ومرونة تجاه واشنطن، وإن كان الوزيران متفقين على تقويم الأوضاع في شكل عام. وأكد الجانبان رفضهما تقسيم العراق وقيام دولة كردية في شماله. وقال غل: "ناقشنا مستقبل العراق وتطورات الحرب، وركزنا على شمال العراق"، مشيراً إلى أنهما اتفقا على "تبادل الزيارات كلما سنحت الفرصة، وعلى تعزيز التعاون الاقتصادي والعلاقات الثنائية وتطويرها مع إيران"، في حين قال خرازي إنه اقترح آلية تنسيق بين البلدين، وانهما "اتفقا على أن مستقبل العراق أمر يهم البلدين ولا سيما شمال العراق الذي يتعين متابعته باستمرار". وأكد غل أن "إيرانوتركيا تتقاسمان المخاوف والشكوك نفسها تجاه شمال العراق، لأن لديهما المصالح نفسها في شمال العراق". وقال خرازي: "نرفض الحرب ونرفض أي تدخل أجنبي في العراق. ومستقبل العراق يجب أن يوضع في يد الأممالمتحدة التي يتعين عليها أن تتدخل فوراً لوقف هذه الحرب"، التي وصفها بأنها "غير شرعية وضد القوانين الدولية". وفي رسالة واضحة إلى واشنطن، تدعو إلى التنسيق بدل استخدام لغة التهديد، قال خرازي: "يجب أن يعلم الجميع أنه بدون دعم دول جوار العراق، فإن الاستقرار لن يتحقق في هذا البلد". وأضاف يقول بخصوص التحذيرات التي صدرت من الولاياتالمتحدة تجاه إيران: "هذه التهديدات الأميركية ليست الأولى. ونأمل ألا تنجر الولاياتالمتحدة إلى تطبيق سياسات إسرائيل في المنطقة، وأن تحكم واشنطن العقل والمنطق في سياساتها في الشرق الأوسط". مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة "لم تحقق النجاح الذي كانت تستهدفه من شن الحرب على العراق"، ومعتبراً نتيجة لذلك أن "مستقبل العراق غامض". وفي حين أكد خرازي أن "إيران تنظر بشكل ايجابي" إلى فكرة احياء اللجنة الثلاثية الإيرانية - التركية - السورية، التي اهتمت بشمال العراق بين عامي 1991 و1994، تجنب غل تبني إطار للتنسيق في إطار لجنة ثلاثية، واكتفى بالقول: "كل دول الجوار يجب أن يكون بينها تعاون وتشاور". كما رفض غل الإجابة عن سؤال حول ما إذا كان طرد الديبلوماسيين العراقيين الثلاثة أول من أمس مؤشراً إلى رغبة أنقرة في الاعتراف بحكومة عراقية تأمل واشنطن في إعلانها في جنوبالعراق حتى قبل انتهاء الحرب، وقال: "رأينا هو أن الشعب العراقي هو الذي يجب أن يشكل حكومة تمثله وتمثل كل الطوائف والأقليات فيه. أما علاقتنا بالسفارة العراقية في أنقرة، فهي لا تزال قائمة والسفارة لا تزال مفتوحة". وأضاف: "نحن نتابع عن كثب التطورات والمستجدات مستقبلاً وما سيجري في العراق". وحرص خرازي، الذي كان دعا قبل أيام تركيا إلى عدم دخول شمال العراق، على تجديد موقفه. وقال: "نرى أن أي تدخل أجنبي في شمال العراق سيفجر العراق. ونحن نتابع الموقف التركي ونقدره كثيراً"، وذلك في إشارة إلى إعلان تركيا قبل عشرة أيام عدم نيتها دخول شمال العراق في الوقت الراهن. وقال غل إنه ينوي التوجه إلى سورية الأحد المقبل للقاء وزير الخارجية السوري فاروق الشرع، للبحث في المسائل نفسها التي ناقشها مع خرازي. وذكرت مصادر مطلعة ل"الحياة" أن عبدالله غل هو الذي طلب من دمشق دعوته إليها. وكانت الأوساط السورية الرسمية اتخذت موقفاً حذراً تجاه أنقرة خلال الأسابيع الماضية نتيجة شكوك في حقيقة موقف السلطات التركية من الأزمة في العراق، والتخوف من أن تكون تركيا تريد استخدام ورقة تعاونها المحتمل مع طهرانودمشق كورقة ابتزاز تلوح بها لواشنطن للحصول على مزيد من التنازلات من الإدارة الأميركية.