نظمت الحوزة الدينية في قم تجمعاً احتجاجياً ضد "الحرب على الشعب العراقي"، فيما اقفلت إيران الباب سياسياً أمام القبول بأي حكومة قد "تفرضها" الإدارة الأميركية على العراق. وقال وزير الخارجية كمال خرازي: "ندعو إلى حكومة في العراق تنبع من إرادة شعبه، تحت اشراف الأممالمتحدة وفي استفتاء عام، على أن تحترم هذه الحكومة الاتفاقات الموقعة مع إيران، وحسن الجوار، وهذا يختلف عن الحكومة التي تريد الولاياتالمتحدة تعيينها في العراق، لأنها ستكون مرفوضة، ولا يمكن أن ندعم أي حكومة إلا إذا كانت منتخبة من الشعب". ودعا إلى وقف الحرب، وعقد مؤتمر اقليمي للدول المجاورة للعراق. وكان واضحاً في تصريحات خرازي إلى الصحافيين أنها اتسمت بالتصعيد ضد واشنطن بعد اتهامات وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد لطهران بعرقلة الحملة العسكرية الأميركية، عبر دعم "فيلق بدر" التابع ل"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" العراقي المعارض الذي يتزعمه محمد باقر حكيم. ورد خرازي بأن "فيلق بدر" فصيل عراقي تابع للمعارضة العراقية، و"هذه المعارضة مستقلة في اتخاذ قراراتها ولا علاقة للفليق بإيران". وشدد على أن بلاده ستبقى على موقف الحياد ازاء الحرب على العراق. وتحدث مطولاً عن "المأزق والمستنقع الذي وقعت فيه القوات الأميركية والبريطانية" من خلال هذه الحرب. وأضاف: "كنا نتوقع منذ البداية أن الشعب العراقي لن يرحب بالقوات الأجنبية الغازية، على رغم خلافه مع نظام الرئيس صدام حسين". وحذر من "خطة أميركية تستهدف المنطقة كلها، بما يضمن مصالح إسرائيل"، وقال إن "الأميركيين يريدون ضمان هيمنة إسرائيل على المنطقة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً". وتحدث المسؤول الإيراني عن العملية الفدائية العراقية ضد القوات الأميركية، متوقعاً أن تكون الأيام المقبلة أكثر صعوبة لها. ودعا إلى إعادة قضية العراق إلى الأممالمتحدة والإسراع في وقف الحرب، معرباً عن القلق من لجوء القوات الأميركية إلى "استخدام أسلحة أكثر تدميراً ضد المدنيين العراقيين". وعن سقوط صواريخ أميركية أو عراقية على الأراضي الإيرانية، قال خرازي إن بلاده "وجهت تحذيراً إلى طرفي النزاع من تكرار مثل هذه الأخطاء، على رغم ادراكنا احتمال حصول بعض الأخطاء مع اندلاع الحرب في جوارنا". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الوزير قوله إن طهران "قلقة" من احتمال سيطرة الأكراد على مدينة كركوك في شمال العراق، وطلبت من أنقرة عدم ارسال قوات إلى الشمال. وزاد: "نتفهم قلق تركيا، وهو أمر يقلقنا أيضاً، لكننا لا نوافق على ارسال قوات تركية إلى العراق". في غضون ذلك، تزايدت ردود الفعل الإيرانية الرافضة للحرب، ونظمت حوزة قم الدينية ورجال الدين فيها تجمعاً احتجاجياً دانوا فيه "الجرائم التي ترتكب ضد الشعب العراقي".