يبحث وزير الخارجية الاميركي كولن باول مستقبل العراق خلال اجتماعات يعقدها مع مسؤولين في الحلف الاطلسي في بروكسيل. ويلتقي باول ترويكا الاتحاد الأوروبي صباح اليوم قبل اجتماع وزراء خارجية بلدان الأطلسي ال19. وينتظر ان يعقد اجتماعاً ثنائياً مع نظيره الروسي ايغور ايفانوف. وستكون الاجتماعات الأولى التي يعقدها مع نظرائه الأوروبيين منذ فشل مجلس الأمن وتفجر الحرب على العراق. وقال مصدر ديبلوماسي في الحلف ان الولاياتالمتحدة وبعض البلدان الاخرى "ستقدم عرضاً للوضع الراهن وتصوراتها لمستقبل العراق بعد انتهاء النزاع". ويعاني الحلف الاطلسي والاتحاد الأوروبي انقسامات خطيرة بين مجموعة تتصدرها الولاياتالمتحدة واخرى تتصدرها المانياوفرنسا ولا تزال تتمسك بضرورة استعادة الشرعية الدولية وان تتولى الأممالمتحدة "الدور المركزي" في حل الأزمة العراقية. وينتظر ان يعرض وزير الخارجية الاميركي على ترويكا الاتحاد الأوروبي المساهمة في توفير المعونات الانسانية وصوغ سيناريو اعادة إعمار البلاد بعد انتهاء الحرب. إلا ان مصادر رسمية في المفوضية تؤكد "وجود اتجاه لربط المساهمة في إعادة الإعمار باستعادة الشرعية الدولية". وتتألف الترويكا الأوروبية التي ستلتقي باول من الممثل الأعلى للاتحاد خافيير سولانا وعضو المفوضية مسؤول العلاقات الخارجية كريس باتن ووزير الخارجية اليوناني الرئيس الحالي للمجلس الوزاري الأوروبي جورج باباندريو. وفي المقابل فإن الاتحاد والولاياتالمتحدة يلتقيان في التأكيد على ضرورة التزام تركيا عدم غزو شمال العراق. ويستخدم الاتحاد مستقبل تركيا داخله بمثابة ورقة ضغط لردعها عن زج قواتها في شمال العراق. وقال مصدر ديبلوماسي في الحلف ان اجتماعات وزراء خارجية الاطلسي ستتركز حول مستقبل العراق بعد انتهاء النزاع، والعلاقات عبر الاطلسي التي كانت اهتزت بشدة في الاسابيع التي سبقت الحرب بسبب معارضة فرنسا وبلجيكا والمانيا الحرب، واقتراحاً كان عرضه نائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفوفيتز في "تكليف الاطلسي دوراً معيناً في استقرار العراق بعد انتهاء النزاع" اسوة بالدور الذي يضطلع به في البلقان، والدعم اللوجستي والاستخباراتي الذي يوفره لقوات "ايساف" في افغانستان. وتعتبر أزمة الثقة التي شقت صفوف الحلف أخطر أزمة منذ أزمة ترحيله من فرنسا بقرار الرئيس شارل ديغول في 1966. وترى مصادر مطلعة ان توسيع الحلف الى شرق القارة والأزمة الراهنة تدفعان الأوساط المحافظة في الادارة الاميركية الى التفكير في نقل بعض القواعد الاميركية من المانيا الى بولندا، وخفض عدد القوات الاميركية المرابطة في قواعد الحلف ونقل جزء منها الى قواعد اميركية في البلقان وبلدان وسط وشرق أوروبا. ويمكّن هذا السيناريو الإدارة الاميركية من تفادي موجة الانتقادات والاعتراضات التي أعاقت تحركها داخل الحلف طوال الأشهر الثلاثة الماضية. ويرابط في أوروبا 170 ألف جندي اميركي منهم 80 ألفاً في المانيا. وكانت أصوات ارتفعت في عدد من برلمانات وحكومات الاتحاد، وفي صفوف الرأي العام، تطالب بعدم السماح للقوات الاميركية بعبور موانئ وأراضي البلدان الأوروبية في اتجاه العراق. وفي المقابل، تتمتع الولاياتالمتحدة بمساندة بلدان وسط وشرق أوروبا.