اكد وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان واشنطن لا يمكن ان تقبل خططاً دفاعية للاتحاد الاوروبي تؤدي الى تشكيل جهاز رديف لحلف شمال الاطلسي، فيما رحب بأي اقتراحات يمكن ان تعزز القوة العسكرية في اوروبا. وقال باول لنظرائه في حلف شمال الاطلسي في بروكسيل امس، ان الرئيس الاميركي جورج بوش ملتزم "بتعزيز العلاقات المتبادلة بين حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي، استناداً الى الاتفاقات الاساسية بين الحلف والاتحاد الاوروبي التي ترتكز عليها تلك العلاقات". وجاء في كلمة باول المعدة مسبقاً ان "الولاياتالمتحدة تدعم سياسة الامن والدفاع الاوروبي التي تحسن قدرات اوروبا على العمل والتطور بطريقة تتسم بالتنسيق والتوافق والشفافية التامة مع حلف الاطلسي". ويدور خلاف حول مبادرة اوروبا الدفاعية منذ كشفت مجموعة الدول الاربعة التي عارضت الحرب على العراق عن خطط في نيسان ابريل الماضي، لتشكيل خلية تخطيط عسكري مستقلة عن الحلف الاطلسي. وحذرت الولاياتالمتحدة في احدى المراحل من ان تلك الخطط تمثل تهديداً "جدياً" للحلف. وطفت هذه المسألة على السطح مرة اخرى في عطلة نهاية الاسبوع الماضي، عندما قال وزراء خارجية كل من فرنساوالمانيا وبريطانيا الذي شاركوا في محادثات نابولي في شأن اول دستور للاتحاد الاوروبي، انهم وافقوا على مسودة خطط لتشكيل خلية تخطيط عسكري مستقلة. وسعى وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد اثناء لقاء مع نظرائه في بروكسيل الاثنين الماضي، الى التقليل من اهمية الخلاف بقوله انه واثق من ان الاوروبيين سيوافقون على ترتيبات لا تنافس حلف الاطلسي. إعادة الانتشار الى ذلك، اعلن باول ان الولاياتالمتحدة في صدد اعادة النظر في وجودها العسكري في اوروبا، بهدف التأقلم مع محاربة الارهاب والتكنولوجيا الجديدة، الا انها لم تتخذ بعد اي قرار محدد في هذا الشأن. وكانت تلك الفكرة اثارت جدلاً في شأن امكان نقل القواعد الاميركية الموجودة في المانيا الى دول أخرى في شرق اوروبا. واعتبر باول ان تلك القواعد "تمثل رداً على تهديدات من زمن الحرب الباردة ولم تعد موجودة". وقال ان "تصاعد الارهاب منذ هجمات 11 أيلول سبتمبر، والتقدم التكنولوجي لقواتنا المسلحة يتطلبان تأقلم هيكليات قواعدنا لكي تملك مزيداً من قوة التحرك وشعاعاً جغرافياً اكبر". واوضح ان الولاياتالمتحدة "ستحتفظ بقوات مهمة في اوروبا" من دون الافصاح عن حجمها. واكد ان "اي قرار نهائي لم يتخذ في شأن اعادة هيكلة القوات الاميركية في العالم"، كما وعد باجراء "مشاورات شاملة ومعمقة" مع حلف الاطلسي قبل القيام بأي تعديل.