أعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون ان الحلف فشل في التوصل الى اتفاق على المطالب الاميركية لتقديم دعم الى واشنطن في حربها على العراق. لكنه اعرب عن "ثقته" باحتمالات التوصل الى تفاهم على "عدد من القرارات مطلع الاسبوع المقبل". واشار الى ان جميع الحلفاء "في اتفاق تام" على مبدأ "الدفاع عن تركيا". وشدد على ان "تضامن الحلف مع انقرة ليس موضع شك". وعارضت فرنسا والمانيا وبلجيكا في الاسابيع الاخيرة مباشرة الحلف الاطلسي منذ الآن تحضيرات لتقديم دعم للتدخل العسكري ضد العراق، معتبرة ان مثل هذا القرار سيضع الحلف في "منطق الحرب". وكان روبرتسون قلّل من الخلافات التي تشق صفوف الحلفاء. وقال بعد اجتماع مع منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا وقبل بدء اجتماعات السفراء ظهر امس ان "الجميع يطالب بغداد بالتخلص مما لديها من اسلحة دمار شامل". وأتى اجتماع الحلف غداة تقديم وزير الخارجية الاميركي كولن باول ادلته ضد العراق. وكانت الولاياتالمتحدة طلبت في بداية الشهر الماضي توفير الدعم اللوجستي لتعزيز حماية تركيا عبر توسيع دائرة نشاط طائرات "اواكس" ونقل بطاريات صواريخ "باتريوت" لحمايتها من هجمات محتملة من العراق. كما طلبت الولاياتالمتحدة ان يتم تعزيز أمن القواعد الاميركية في اوروبا وخارجها وان تملأ اساطيل الحلفاء الفراغ في البحر المتوسط الناجم عن ابحار الاساطيل الاميركية نحو مياه الخليج والمحيط الهادئ. ودعت الولاياتالمتحدة ايضاً الى تحديد الدور الذي يمكن ان يضطلع به الحلف في فترة ما بعد الحرب اسوة بدوره في البوسنة والهرسك وكوسوفو وعقب مصدر ديبلوماسي بأن الحلف "يرغب في تفادي تهميشه كما حدث خلال حرب افغانستان". ووضعت سبعة بلدان شرقية ثقلها الى جانب الولاياتالمتحدة اعترافاً بجميل ضمها الى عضوية الحلف الاطلسي. ورأت البلدان الشيوعية سابقاً في بيان اصدرته بعد تقديم الادلة الاميركية ان العراق يخفي اسلحة الدمار الشامل عن المفتشين الدوليين. واكدت البلدان التي ستنضم الى عضوية الحلف في غضون اسابيع قليلة ان تقرير باول احتوى على "ادلة دامغة" تؤكد "الخطر الواضح الذي يشكله الرئيس صدام حسين ويقتضي رداً موحداً من مجتمع الديموقراطيات". ويبرز البيان انحياز البلدان الشرقية الى الولاياتالمتحدة والنأي بسياساتها عن الجدل بين المحور الألماني - الفرنسي من جهة والولاياتالمتحدة من جهة اخرى. والبلدان الشرقية المعنية هي رومانيا وبلغاريا وسلوفينيا وتشيخيا ودول البلطيق الثلاث وهي تتهيأ للانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي. لكن بيانها حول العراق دليل على عدم استعدادها التزام الموقف الجماعي الاوروبي. وأتى بيان السبعة بعد رسالة كان نشرها ثمانية زعماء اوروبيين الاسبوع الماضي يدعمون خطة الرئيس بوش. واعترف المتحدث الرسمي باسم المفوضية الاوروبية جوناثان فول بأن انقسام اوروبا "يفقد الاتحاد صدقيته"، وفسّر اضطراب المواقف بانعدام نضج السياسة الخارجية والامن المشترك.