أعرب وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد عن اعتقاده بأن القوات الأميركية لن تعثر على أي من أسلحة الدمار الشامل في العراق ما لم يتعاون معها مواطنون عراقيون ويرشدونها الى مخابئ هذه الأسلحة، فيما أعلن هانس بليكس رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للامم المتحدة انموفيك أنه بات أكثر ميلا لتصديق أن العراق لم يملك أسلحة دمار شامل. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس عن رامسفيلد أن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ومسؤوليه تعودوا خلال السنوات الأخيرة على العمل في ظروف صعبة كان العراق يخضع خلالها لعمليات تفتيش بإشراف دولي، مما جعلهم ذوي خبرة في كيفية إخفاء الأسلحة المحظورة. وقال رامسفيلد ان هذا الأمر يفسر سبب عدم العثور على أي من هذه الأسلحة حتى الآن، مشيراً الى أن القوات الأميركية ستركز جهدها الآن في التفتيش عن الأشخاص الذين يمكن أن يرشدوها إلى المخابئ التي من المتوقع أن تكون عبارة عن دهاليز سرية تحت الأرض. واعترف رامسفيلد بأن طريقة التفتيش الجارية تثير تساؤلات عدة عن الشفافية التي تجري بها، لكنه أكد أن القوات الأميركية تقوم باتخاذ كل الاحتياطات المطلوبة للحفاظ على صدقيتها بتصوير المواقع قبل بدء عمليات البحث عن الأسلحة. من جهته أكد سكوت ريتر الضابط السابق في البحرية الأميركية والذي ترأس في الماضي فريق التفتيش الدولي التابع للأمم المتحدة أن القوات الأميركية لن تعثر على أي أسلحة محرمة في العراق، تماما مثلما قال قبل الحرب. ونقلت "نيويورك تايمز" عن ريتر قوله "مهنياً، لا أرى كيف يمكن أن تكون هذه الأسلحة موجودة. وجودها يناقض قوانين الصناعة والعلوم والتكنولوجيا". وأكد أن العراق في الماضي امتلك مثل هذه الأسلحة، مشيراً الى أن الأسلحة الكيماوية والبيولوجية لها عمر محدد وتصبح غير صالحة للاستعمال بعد مدة محددة، مما يعني أنه حتى لو خبأ صدام جزءا من تلك الأسلحة فإنها أصبحت بلا مفعول الآن. إلى ذلك اعلن بليكس في حديث الى اذاعة "بي بي سي" البريطانية انه ربما يكون اكثر ميلاً الآن لنفي بغداد امتلاكها أسلحة دمار، مما كان قبل بدء الحرب. وقال "اعتقد انه من السابق لأوانه استخلاص نتائج. لعله يتعين عليهم الأميركيين اجراء مزيد من الفحص لكثير من المواقع". ورأى مسؤولون سابقون في الاستخبارات الاميركية عارضوا الحرب على العراق ان عدم العثور على اسلحة دمار شامل في العراق بات مصدر إرباك للادارة الاميركية. وقال احد هؤلاء الجواسيس السابقين اوجين بوتيت العضو في مجموعة من قدامى رجال وكالة الاستخبارات المركزية سي آي ايه شكلت في كانون الثاني يناير "عندما يتبين انه ليس هناك أي شيء للاعلان عنه فان ذلك سيكون مصدر إرباك كبير". من جهته، اشار راي ماك غوفرن العضو الآخر من المجموعة، الى "ان بعض زملائه شبه واثق من انه لن يتم العثور على اسلحة دمار شامل حتى اذا احتاج الامر الى ان نضعها نحن هناك".