استبعد رئيس أركان الجيش الاسرائيلي الجنرال موشيه يعالون ان يؤدي تصعيد الاتهامات الأميركية والاسرائيلية لسورية على خلفية موقفها من الحرب على العراق و"ايوائها منظمات ارهابية"، الى مواجهة عسكرية بين اسرائيل وسورية، لأن دمشق "تخشى مواجهة مباشرة مع جيشنا وتدرس جيداً خطواتها". وتابع في تصريحات الى اذاعة الجيش أمس ان سورية "انتهجت بفضل قدرات الردع الاسرائيلية، تحديداً منذ عملية السور الواقي في الأراضي الفلسطينية قبل سنة، سياسة منضبطة وكبحت جماح حزب الله لتتجنب التصعيد العسكري على الحدود اللبنانية". وفيما كرر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اتهام دمشق بامتلاك أسلحة كيماوية، شدد وزير الدفاع شاؤول موفاز على أن الجيش الاسرائيلي "جاهز للردع". ورأى ان بين أهداف "المعركة في العراق" اقامة نظام لا يكون معادياً للغرب والدولة العبرية. وتابع يعالون ان لا مكان للحديث عن "مواجهة متدحرجة" مع سورية على رغم "دعمها الارهاب منذ سنوات، وبوسائل مختلفة ضمنها امتلاك صواريخ بعيدة المدى وأسلحة كيماوية". وشدد على أن دمشق "لم تبادر منذ حرب 1973 الى أي عمل عسكري ضدنا وهذا بفضل سياسة الردع". اما شارون فأشار الى أن الدولة العبرية لا تشعر بأي خطر سوري "على رغم ترسانة الأسلحة والصواريخ والمنصات لاطلاقها والسلاح الكيماوي التي تمتلكها سورية، وهذا بسبب الوضع المتدني لجيشها ومعرفتها حقيقة ان الجيش الاسرائيلي سيعرف كيف يدافع عن نفسه". وذكر في حديث الى صحيفة "يديعوت احرونوت" ان "سورية خطيرة لامتلاكها السلاح الكيماوي وسعيها الى تطوير أسلحة بيولوجية ووجود قوة ارهابية طوع بنانها، حزب الله، علاوة على قدرات معيبة". وكرر الوزير شاؤول موفاز أقوالاً مشابهة مضيفاً في حديث الى التلفزيون الاسرائيلي مساء أول من أمس ان "منح سورية قياديين عراقيين ملاذاً أمر مثبت وغير قابل للنفي"، رافضاً الرد على سؤال هل مصدر هذه المعلومات الاستخبارات الاسرائيلية. ولفت الى أن تل أبيب تواصل "متابعة ما يدور داخل سورية وعلى حدودها مع لبنان من خلال اجهزتها الاستخباراتية، ونحن جاهزون جيداً من ناحية الردع واعتقد ان سورية ستفكر ملياً قبل أن تتخذ أي خطوة ضدنا، فضلاً عن أن واشنطن نقلت اليها رسالتنا الواضحة ومطالبنا منها" بتجريد "حزب الله" من أسلحته وطرد قادة منظمات المقاومة الفلسطينية. وختم بأن "المعركة في العراق اليوم تدور حول الواقع المرجو لليوم التالي، واقامة نظام مغاير لا يكون عدائياً للعالم الحر ولاسرائيل". الى ذلك أفادت صحيفة "هآرتس" ان "الثمن الباهظ" الذي دفعته الولاياتالمتحدة لاسرائيل في مقابل ضمان عدم مباغتتها في شن هجوم منفصل على العراق، تمثل بربط الدولة العبرية بأجهزة المراقبة الجوية التابعة للقيادة العسكرية الأميركية، لتتمكن من متابعة تطورات الحرب "كاملة وفي زمن حقيقي". كما ربطت بأقمار التجسس الاصطناعية لرصد اطلاق صواريخ "سكود" من غرب العراق "وهكذا فقط حازت الولاياتالمتحدة على ثقة اسرائيل بأنها ستدافع عنها". وأشارت الصحيفة الى أن اسرائيل، في مقابل هذه الخدمات رفضت الالتزام بعدم الرد العسكري على أي هجوم عراقي بالصواريخ، لكنها منحت حليفتها واشنطن حق معارضة تنفيذ أي عملية عسكرية من شأنها أن تعرض "قوات التحالف" الأميركي - البريطاني الى الخطر.