سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شارون طلب من الاسرائيليين مزاولة حياتهم الطبيعية . أميركا ستبلغ اسرائيل بعمليات قواتها في العراق ونتائجها وتنسق معها استخبارياً عن طريق سفينة الرادار "ايجيس"
أعلنت اسرائيل رسمياً انها استكملت استعداداتها لمواجهة انعكاسات الحرب المحتملة على العراق وأعرب أقطابها عن ثقتهم بقدرات الجيش والأجهزة الأمنية المختلفة على مواجهة أي هجوم عراقي على رغم ان احتمال حصول هجوم كهذا يكاد يوازي واحداً في المئة "بينما تحضيراتنا توفر رداً على مئة في المئة من المخاطر الكامنة"، كما قال رئيس الحكومة ارييل شارون في مستهل جلسة خاصة عقدتها الحكومة أمس للاستماع الى آخر تقويمات أجهزة الأمن لتطورات اللحظات الأخيرة قبل الساعة الصفر الأميركية. وتابع شارون ان اسرائيل اتخذت الاجراءات المناسبة "وكأن الخطر يحدق بنا"، ودعا الاسرائيليين الى مزاولة حياتهم الطبيعية والتحلي بالعزم والاصرار اللذين يتحلون بهما منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية، مهدداً الفلسطينيين بمواصلة "الحرب على الارهاب"، ومنذراً عرب الداخل برد قاسٍ إذا حاولوا تشويش مجرى الحياة عبر اغلاق الطرق الرئيسية داخل اسرائيل احتجاجاً على الحرب، كما توقع أحد كبار مسؤولي الشرطة. وقال وزير الدفاع شاؤول موفاز ان اهتمام اسرائيل الرئيسي ينبغي أن يتركز على غرب العراق، وهي المنطقة التي استخدمها العراق في حرب الخليج الأولى لقصف اسرائيل بصواريخ "سكاد". واضاف انه يتحتم ايضاً ابداء اليقظة والاستعداد حيال ما يحصل على الحدود اللبنانية واحتمال قيام "حزب الله" بتنفيذ اعتداءات، وقال انه يتوقع تصعيداً في العمليات الارهابية ضد أهداف اسرائيلية في مختلف ارجاء العالم. وختم بالاشارة الى انه تم حتى أمس تجنيد 12 ألف جندي احتياط لوحدات منظومات الدفاع الأرضية والجبهة الداخلية. وأعلن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اهارون زئيفي فركش ان المعلومات المتوافرة تشير الى خلو غرب العراق من منصات صواريخ أو صواريخ يمكن أن تهدد اسرائيل، واستبعد قيام الرئيس العراقي باستباق الهجوم الاميركي بتوجيه ضربة الى اسرائيل "لأنه يحرص على أن يظهر في عيون العالم معتدى عليه وليس معتدياً". وقال انه إذا قرر الرئيس العراقي اللجوء الى السلاح الكيماوي فإنه سيوجهه أولاً ضد القوات الاميركية والتحالف. من جهته أبلغ وزير الخارجية سلفان شالوم زملاءه ان نحو 40 سفارة أجنبية في تل أبيب أغلقت أبوابها أو قلصت عدد ديبلوماسييها تحسباً لتعرض اسرائيل الى هجوم عراقي. ونقلت الاذاعة العبرية عن مسؤول عسكري كبير فضل عدم الكشف عن اسمه توقعه ان تبدأ الحرب فوراً مع انهاء مهلة الساعات ال48 التي حددها الرئيس الأميركي في خطابه الأخير أو أن يتم ارجاؤها لساعات "لأسباب تكتيكية". واضاف انه بناء على التطورات سيقرر الجيش مستوى جهوزيته "وقد يتم رفع حال التأهب في حال لجأ العراق الى الأسلحة الكيماوية أو خفضها إذا نجحت الولاياتالمتحدة في تدمير المطارات العراقية كافة". وأشار الضابط الى التعاون الاستخباري الوثيق بين الجيش الاسرائيلي والقوات الأميركية في الخليج الذي سيتم عن طريق سفينة الرادار الأميركية "ايجيس" التي وصلت الى البحر المتوسط مضيفاً ان مستوى التنسيق افضل بكثير مما كان عليه عام 1991، اذ سيتم ابلاغ اسرائيل بالعمليات التي تقوم بها القوات الاميركية وبنتائجها أيضاً. ورأى المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت احرونوت" اليكس فيشمان في الساعات ال48 الأولى للحرب على العراق "مصيرية بما يخص الأمن الشخصي للمواطن الاسرائيلي". وان هذه الساعات هي الفترة الزمنية التي يحتاجها الأميركيون لاحكام سيطرتهم علىغرب العراق لمنع أي هجوم عراقي على اسرائيل "وإذا نجحوا في ذلك فسيكون بالامكان خفض مستوى التأهب". وفي موازاة رسائل "الطمأنة" التي حرص شارون وأقطار حكومته على بثها، واصل المسؤولون الاسرائيليون أنفسهم بث جو من الهلع عبر اصدار تعليمات للمواطنين بإعداد الكمامات الواقية من الغازات السامة وحملها الى حيث يتجهون، ما يؤكد من جديد الاغراض السياسية والايديولوجية التي ترمي الدولة العبرية الى تحقيقها من هذه الحرب. وكتبت المعلقة في صحيفة "يديعوت احرونوت" سيما كدمون تقول ان الهستيريا الحاصلة مصطنعة، وأن الاسرائيليين تلقوا التعليمات الأخيرة حول إعداد الغرف المحكمة الاغلاق بابتسامة حملت التهكم من أقطاب الدولة العبرية الذين يبثون هذا الهلع وفي الوقت ذاته يدعون ان اسرائيل تملك أفضل ترسانة أسلحة عصرية قادرة على توفير أكبر قدر من الحماية لهم. وتابعت ان الحرب على العراق لا تعني الاسرائيليين بقدر ما "تعنيهم الحرب الدائرة هنا، في أنحاء الضفة الغربية". الى ذلك استبعد 58 في المئة من الاسرائيليين تعرض اسرائيل لهجوم عراقي بينما توقعه 30 في المئة. وأيد 59 في المئة رداً عسكرياً اسرائيلياً على هجوم عراقي، فيما قال 29 في المئة انه يجب الرد فقط في حال كان الهجوم بأسلحة غير تقليدية.