أعلن وزير الخارجية الأميركي كولن باول أن الولاياتالمتحدة "ليست لديها خطة حرب" لمهاجمة سورية وإيران، أو أي بلد آخر "لإسقاط قيادته أو فرض قيم ديموقراطية"، في حين أكد وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أن قوات "التحالف" اغلقت أنبوب نفط بين العراق وسورية. وتشتبه واشنطن في أن الأنبوب يستخدم في تزويد دمشق نفطاً خارج إطار القرارات الدولية راجع ص5 و6. وفيما أكد ل"الحياة" وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية مايك اوبراين أن الرئيس السوري بشار الأسد قدم له "بعض الاجابات" في شأن قضايا تعني لندنوواشنطن، نافياً وجود لائحة غربية ب"دول مهددة بالخراب"، دعا وزير الخارجية البريطاني جاك سترو دمشق إلى الرد سريعاً على الاتهامات الأميركية بامتلاك أسلحة محظورة وايواء قادة من نظام صدام حسين. ونوه ناطق باسم رئاسة الوزراء البريطانية بمؤشرات إلى "بداية استجابة" من دمشق، في حين نددت الحكومة السورية بالاتهامات والتهديدات التي يطلقها مسؤولون أميركيون، معتبرة أنها "مزاعم زائفة". وكشف تقرير نشرته صحيفة "ذي غارديان" البريطانية أن الرئيس جورج بوش، الذي اتهم دمشق بامتلاك أسلحة كيماوية، أوقف مخططاً مبدئياً لدى البنتاغون للتحضير لشن حرب على سورية. تزامن ذلك مع حملة شنها رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون على الرئيس بشار الأسد، واصفاً أياه بأنه "خطير"، وكشف أنه حدد خمسة مطالب طلب من الإدارة الأميركية نقلها إلى دمشق. ونقلت وكالة "رويترز" عن باول قوله أمس إن لدى الإدارة "قلقاً من سياسات إيران وسورية"، وليست لديها "خطة حرب" لمهاجمة البلدين. وزاد: "أبلغنا سورية والإيرانيين أسباب قلقنا من بعض السياسات، ولكن لا توجد لائحة، ولا خطة حرب كي نذهب ونهاجم أحداً آخر بعد العراق سواء لإسقاط قيادته أو لفرض قيم ديموقراطية". وأعرب عن قلقه من "تطوير سورية أسلحة كيماوية ومواصلتها دعم المنظمات الإرهابية". وأضاف: "عليها أن تدرك أن المنطقة تغيّرت لذلك لا بد أن تعاود النظر في سياستها". وأعرب عن رغبته في رؤية المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، لكنه لم يسمِ إسرائيل. ورفض باول الفكرة القائلة ان واشنطن تريد فرض الديموقراطية في الشرق الأوسط كله بعد إطاحة صدام، مؤكداً أن "الانفتاح السياسي" في المنطقة منشود. وزاد: "نأمل بأن يزداد هذا النظام جاذبية بالنسبة إلى المنطقة، ولا سبب يدعو إلى الخوف من الديموقراطية في الشرق الأوسط". في الوقت ذاته، أكدت وزيرة التنمية البريطانية كلير شورت توافق حكومة بلير على أن "أي توسيع للنزاع في العراق ليمتد إلى سورية سيكون أمراً لا يمكن السكوت عنه"، علماً أن الناطق باسم بلير أشار إلى بدء سورية فرض رقابة على حدودها. واعتبر شارون أن الرئيس الأسد "ظن ان الولاياتالمتحدة ستفشل" في الحرب على العراق، و"قد يرتكب خطأ مماثلاً حين يتعلق الأمر بإسرائيل، معتمداً على قوة تأتمر بأوامره هي حزب الله". وأعلن أن لديه خمسة مطالب طلب من واشنطن نقلها إلى دمشق، وهي "طرد حماس والجهاد الإسلامي من سورية وطرد الحرس الثوري الإيراني من سهل البقاع اللبناني، ووقف التعاون السوري مع إيران ومحاولات نقل أسلحة إلى السلطة الفلسطينية وتحريض العرب في إسرائيل، بالإضافة إلى نشر الجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل، وطرد حزب الله من المنطقة، وتفكيك منظومة الصواريخ التي نصبها على الحدود مع إسرائيل". إلى ذلك، قال الفريق أول ليونيد ايفاشوف الذي كان مسؤولاً عن التعاون العسكري بين روسيا والدول الأخرى، ان دمشق طلبت قبل بضع سنوات معدات للدفاع الجوي، بينها صواريخ "سي 300" المتطورة. وأضاف ان موسكو رفضت الطلب "بسبب معارضة إسرائيل والدول الداعمة لها" لأن تزويد سورية صواريخ يخل بميزان القوى في المنطقة.