أسفرت انتخابات "المجلس الفرنسي للديانة المسلمة" الذي سيتولى تمثيل مسلمي فرنسا لدى السلطات الرسمية، عن انتصار واضح "للفيديرالية العامة لمسلمي فرنسا"، في حين جاءت مخيبة بالنسبة الى مسجد باريس، علماً أن رئاسة المجلس ستسند الى عميده دليل بو بكر بموجب اتفاق مسبق مبرم بهذا الشأن. وأظهرت نتائج الانتخابات التي جرت على مرحلتين يومي الأحد في 6 و13 الشهر الجاري، حلول الفيديرالية في المرتبة الأولى بفوزها ب18 مقعداً من اصل 41 مقعداً يشكلون المجلس، في مقابل 13 مقعداً فاز بها "اتحاد المنظمات الإسلامية الفرنسية". وحل مسجد باريس في المرتبة الثالثة، واقتصر عدد المقاعد التي فاز بها على ستة، في مقابل مقعدين لمرشحين خاضا الانتخابات بصورة مستقلة ومقعدين لإقليم سان - دونيه دو لا ريونيون. ومن خلال هذه الانتخابات بات لمسلمي فرنسا اخيراً هيئة تمثلهم وتنطق باسمهم، بعدما كان إنشاء مثل هذه الهيئة بدا متعذراً على مدى السنوات العشر الماضية، نظراً الى الحساسيات والانقسامات المتعددة القائمة في صفوف المسلمين وعددهم خمسة ملايين. اسلام فرنسا المنتصر وعلق رئيس "الفيديرالية العامة لمسلمي فرنسا" محمد البشاري في تصريح الى "الحياة" على نتائج هذه الانتخابات بالقول ان المنتصر من خلال هذه الانتخابات هو اسلام فرنسا لأن الجالية نجحت في تزويد نفسها بمجلس تمثيلي انبثق عن انتخابات جرت وفقاً لأسس ديموقراطية. وذكر ان الانتخابات ادت الى نتائج تعبّر عن حقيقة وجود المنظمات المختلفة التي شاركت فيها وأن التقدم الذي حققته الفيديرالية عبرها يشكل تأكيداً لحضورها وعملها في اوساط الجالية. وكان بو بكر صرح من جهته ان الانتخابات التي شارك بها 4032 مندوباً يمثلون 995 مسجداً في فرنسا، تشكل نهاية سعيدة لنهج بدأ منذ مدة طويلة ويهدف الى اضفاء سمة مؤسساتية على اسلام فرنسا. اما عميد مسجد ايفري خليل ميدون فرأى ان ليس في هذه الانتخابات لا منتصر ولا مهزوم، لأن الأمر لا يتعلق بانتخابات سياسية، وإنما بنهج يقضي بتزويد اسلام فرنسا بوجه علني.