توصّل أفراد الجالية المسلمة في فرنسا أمس، الى اتفاق تاريخي يمهّد لتزويدهم للمرّة الأولى مجلساً تمثيلياً يتولى شؤونهم لدى السلطات العامة، وذلك في ختام خلوة عقدها ممثلو الهيئات والمنظمات المسلمة الرئيسة، في قصر نانفيل لي روش ضاحية باريس التابع لوزارة الداخلية الفرنسية. وكان وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي واكب الخلوة شخصياً، وأمضى ساعات عدة في اليومين الماضيين مع المشاركين فيها، مساعداً على تذليل العقبات والخلافات في وجهات النظر التي برزت بين الهيئات والمنظمات. ونصّ الاتفاق الذي حظي بتأييد كل ممثلي الهيئات والجوامع الكبيرة والشخصيات المسلمة المستقلة المشاركة في الخلوة، على اجراء انتخابات في أوساط الجالية خلال سنة 2003، لاختيار اعضاء الجمعية العمومية التي ستتشكل من مئتي عضو واختيار اعضاء المجلس الاداري، المكوّن من 73 عضواً ويضم في صفوفه عدداً ضئيلاً من الاعضاء المعينين من أجل مراعاة التعددية في التمثيل. كما نصّ الاتفاق على انشاء مكتب تنفيذي مكوّن من 16 عضواً وعلى اسناد رئاسة المجلس التمثيلي لعميد جامع باريس دليل بو بكر لمدة سنتين، تتبعهما انتخابات حرة لاختيار الرئيس الجديد للمجلس. واعتبر رئيس "الفيديرالية العامة لمسلمي فرنسا" في تصريح أدلى به الى "الحياة" الاتفاق بأنه تاريخي، لأنها المرّة الأولى التي تتمكّن فيها الجالية بمكوّناتها المتناقضة، من الاتفاق على اطار محدد وتجاوز خلافاتها الداخلية.