اختفاء القيادة العراقية المفاجئ أطلق اشاعات كثيرة، بينها ان الرئيس صدام حسين غادر بغداد الى روسيا، أو بلد آخر، وأن السفير الروسي لدى العراق فلاديمير تيتارينكو حاول أن ينقل في موكبه الذي هوجم، مسؤولين ووثائق سرية الى الخارج. لكن ناطقاً باسم جهاز الاستخبارات قال ان هذه الاشاعات "محض اختلاق". وكان تردد في موسكو ان اتفاقاً أبرم بوساطة روسية يقضي بوقف المقاومة في بغداد، في مقابل السماح لصدام وعدد من أفراد عائلته بمغادرة العراق مع السفير تيتارينكو. وتعرض موكب السفير نهاية الاسبوع الماضي لإطلاق نار فيما كان متوجهاً لعبور الحدود العراقية - السورية، واتضح ان الأميركيين وراء الهجوم الذي أدى الى جرح عدد من الديبلوماسيين الروس، أجريت لأحدهم عملية جراحية في مدينة الفلوجة القريبة من الحدود، وظل في المدينة يرافقه ديبلوماسي بينما عبر الموكب الحدود. وأعلن لاحقاً ان تيتارينكو عاد الى الأراضي العراقية، ما زاد التكهنات في شأن "مهمة سرية جداً". لكن مصدراً في وزارة الخارجية الروسية قال ل"الحياة" انه عاد لاصطحاب سائقه الجريح والديبلوماسي، وذكر ان تيتارينكو كان الوحيد الذي لم يصب بأذى كبير، فيما زملاؤه يتلقون العلاج في دمشق، لذلك لم تتسن لهم العودة الى الفلوجة. لكن صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أوردت رواية أخرى مفادها ان موكب السفير نقل وثائق سرية للاستخبارات العراقية. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية ان الأميركيين دمروا سيارتين عراقيتين مرافقتين لموكب تيتارينكو و"تعاملوا برحمة" مع السيارات الروسية، في محاولة لتفتيشها والسيطرة على الأرشيف، لكنهم لم يتمكنوا من انجاز مهمتهم بسبب اطلاق القوات العراقية النار. وكتبت صحيفة "تريبونا" ان الموكب الروسي نقل مسؤولين عراقيين و"أجهزة سرية" انتزعت من طائرات "اباتشي" ودبابات "ابرامز"، سيطر عليها العراقيون. لكن بوريس لابوسوف الناطق باسم جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، قال ان كل هذه الاشاعات "محض اختلاق".