جدد رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون وعده بدء "عملية سياسية" مع الفلسطينيين بعد انتهاء الحرب على العراق، وكرر على مسامع اعضاء حكومته اثناء اجتماعها الاسبوعي أمس ان ثمة اتصالات سياسية سرية تجري هذه الايام بين جهات فلسطينية واسرائيلية. ولفت مراقبون الى تضارب موقف شارون ووزير خارجيته سلفان شالوم الذي أبلغ الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اول من امس ان اسرائيل لا تربط بدء المفاوضات مع الفلسطينيين بتطورات الحرب الاميركية البريطانية على العراق وانها تدرس امكان تجديدها بعد ان يشكل محمود عباس ابو مازن حكومته الجديدة. وقالت مصادر صحافية ان المسؤولين في الادارة الاميركية الذين سيلتقون شالوم اليوم سيبلغونه انهم يتوقعون من اسرائيل ان تقوم، ومن وراء الكواليس، بخطوات "تقوّي مكانة ابو مازن" مثل ازالة الحواجز العسكرية في الضفة الغربية وقطاع غزة وتقديم تسهيلات انسانية للفلسطينيين وتفكيك بؤر استيطانية عشوائية اقيمت في العامين الاخيرين من دون استئذان الحكومة الاسرائيلية، على ان يحرز ابو مازن، في المقابل، تقدماً على المسار الامني. وكتبت صحيفة "هآرتس" ان ابو مازن سينشط في قناتين متوازيتين، الاولى عبر اتصالات مع "حماس" لوقف العمليات الاستشهادية، والثانية على تنشيط الأجهزة الأمنية الفلسطينية لإحباط مثل هذه العمليات، على ان تقوم اسرائيل في الجهة الاخرى بتقديم تسهيلات اقتصادية للفلسطينيين وتسحب جيشها من البلدات الفلسطينية. واضافت ان ابو مازن يفضل تحقيق نتائج ميدانية حتى من خلال ارجاء "خريطة الطريق" الدولية وقالت ان اسرائيل اوضحت انها ستقترح على رئيس الوزراء الفلسطيني وقفاً تدريجياً للنار بحيث ينقل جيش الاحتلال المسؤولية الامنية الى ايادٍ فلسطينية في مناطق عينية على ان تطالب هذه بمنع "الارهاب". وبحسب الصحيفة، فإن الادارة الاميركية تعتقد بوجوب ان "تبتعد" الولاياتالمتحدة واسرائيل قليلاً عن ابو مازن للحؤول دون المساس بمكانته، مضيفة ان الادارة ترى ان تعيين وزير الداخلية الفلسطيني الجديد سيشكل اختباراً حاسماً لأبو مازن ولقدراته على انتزاع صلاحيات من الرئيس عرفات. الى ذلك، نقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الاسرائيلي ابلاغه واشنطن ان اسرائيل تطالب بإدخال عدد قليل من "التعديلات الجوهرية" على "خريطة الطريق" قبل نشرها، وليس مئة تعديل كما أُشيع سابقاً، هذا فضلاً عن مطالبته الادارة الاميركية بضرورة مواجهة "التهديد الايراني".