أعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون رسمياً أمس رفضه اجراء أي مفاوضات على "خريطة الطريق" في شأن حل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي قبل انتهاء الحرب على العراق، لينفي بذلك أنباء صحافية تحدثت عن مفاوضات في هذا الصدد سيجريها وزير الخارجية سلفان شالوم مع نظيره الاميركي كولن باول. وكتبت صحيفة "هآرتس" ان باول ونظيره البريطاني جاك سترو أبلغا شالوم الذي بادر الى اجراء اتصال هاتفي مع كل منهما لتقديم تعازي اسرائيل بمقتل جنود اميركيين وبريطانيين في العراق، قلقهما من نية اسرائيل ادخال اكثر من مئة تعديل على المسودة الثالثة للخريطة التي قال الرئيس جورج بوش الاسبوع الماضي انه ينوي الاعلان عنها قريباً. وأضافت الصحيفة ان الوزيرين طالبا شالوم بأن تتخذ اسرائيل خطوات تساهم في نجاح المكلف تشكيل حكومة فلسطينية جديدة محمود عباس أبو مازن في مهمته، بينما أصر شالوم على ان تبدي اسرائيل ملاحظاتها. ونقلت الصحيفة عن أوساط سياسية اسرائيلية رفيعة ان الإدارة الاميركية توصلت الى تفاهم مع "أبو مازن" يقضي بأن يتم ارجاء الاعلان الرسمي عن الخريطة الى ما بعد تشكيله حكومته الجديدة "واحتمال إرجاء ذلك الى ما بعد الحرب على العراق". وبحسب المصادر ذاتها، فإن مكتب شارون توصل الى تفاهمات مع الادارة الاميركية في شأن "اتاحة الفرصة أمام اسرائيل لتطرح ملاحظاتها وتحفظاتها على المسودة" على ان تكون "ملاحظات بناءة" تتناول المواضيع الأساسية بهدف احراز تقدم نحو تطبيق الخريطة. الى ذلك، تعتمد الصحيفة على مصادر في واشنطن تتوقع ان يقوم أبو مازن بتنحية وزير الداخلية هاني الحسن ووزير العدل أحمد ضراغمة من منصبيهما مقابل اسناد منصب المسؤول عن الاجهزة الأمنية للعقيد محمد دحلان وشمل العقيد جبريل الرجوب في التشكيلة الجديدة، وإبقاء سلام فياض وزيراً للمال، ويرى المعلق عوزي بنزيمان في تعيين دحلان وفياض "إملاء دولياً" يشكل خطوة مهمة نحو تطبيق "الخريطة". واعتبر وزير الحكم المحلي صائب عريقات ان ما أعلنته وزارة الدفاع الاسرائيلية عن نيتها نقل السياج الامني الذي يجري بناؤه بنحو 20 كيلومتراً إلى داخل الاراضي الفلسطينية "اسقاط لخريطة الطريق". وجاء في اقتراح وزارة الدفاع الاسرائيلية سيعرض قريباً على الحكومة ان الترسيم الجديد للسياج سيمكن من حماية سلسلة مستوطنات "ارييل" و"كادوميم" شمال الضفة الغربية حتى تبقى غرب السياج. وكان الترسيم الاول نقل كيلومترات داخل الاراضي الفلسطينية الى الشرق من النظام الدفاعي الذي يحمي مستوطنة "علفيي مينعاشي" قرب قلقيلية. وقال ان هذا التوجه "يعني تحدي اللجنة الرباعية والاصرار على اسقاط خريطة الطريق… وفرض الامر الواقع والاستيطان وتكريس الاحتلال". واضاف: "ان صدقية اللجنة الرباعية وضعت على المحك من قبل وزارة الدفاع الاسرائيلية ونحن ندعو اعضاء اللجنة الرباعية الى الزام اسرائيل بعدم تنفيذ هذه المخططات". واكد ان "اسرائيل تعتقد انها تستطيع استغلال انشغال العالم بالحرب لتنفيذ مخططاتها الاستيطانية وفرض الأمر الواقع وتدمير الخريطة".