في فترة من الفترات كانت ميادة الحناوي في مقدم المطربات على الصعيد العربي. شقت طريقها واتخذت مكاناً لها بين العمالقة حاملة صوتها وفنها ولا شيء آخر، انطلقت من سورية الى مصر لتثبت وجودها بقوة امام أهم الفنانين العرب، ولم تكن موجة الغناء الجديد أو الأغنية الشبابية قد ظهرت بعد. ومع انها حاولت ان تقترب من هذه الموجة الا انها تراجعت محافظة على مكانتها الفنية وعلى رصيدها لدى جماهيرها وهذا ما أهلها بعد منافسة مع مطربات أخريات لتفوز بإحدى أغنيات سيدة الغناء العربي أم كلثوم التي لم تتمكن من غنائها بسبب رضها ووفاتها. معها كان هذا الحوار: ما هي هذه الأغنية وما هي مميزاتها وما هي الظروف التي حصلت بها عليها؟ - كانت المنافسة شديدة مع ست فنانات أردن غناء "مين في العاشقين" التي كان من المقرر ان تغنيها السيدة أم كلثوم لكنها لم تستطع ذلك بسبب وفاتها. الأغنية لحنها الراحل بليغ حمدي وكتبها الشاعر محمد حمزة وسأقوم بتسجيلها في القاهرة السنة المقبلة. هل كانت الموجة الجديدة من الغناء سبب احتجابك عن تقديم اي جديد؟ - المشكلة مرتبطة بالشركة التي أتعامل معها، شركة "عالم الفن" التي فسخت العقد معها. ما هي شروطك للتعامل مع شركة إنتاج؟ - شروطي هي الالتزام، واحترام العمل، وألا يكون الهم المادي هو الأساس في التعامل وأنا عندما تعاملت مع شركة "عالم الفن" كانت المادة آخر شيء تعاملت به. هل غياب الملحنين الكبار أشعرك بأنك أمام مشكلة؟ - قلة هم الملحنون الموجودون اليوم الذين ما زلت أتعاون معهم، فمن هؤلاء مثلاً ما زلت أتعامل مع محمد سلطان وكذلك مع عمار الشريعي في "ما تجربنيش" و"قدرت زاي" والاخيرة أغنية طربية، إنما للأسف لم تأخذ الصدى نفسه الذي أخذته "ما تجربنيش". لماذا؟ - بسبب الفيديو كليب. أنت ضد الفيديو كليب؟ - لا لست ضده اذا كان مدروساً ويخدم الأغنية، إنما مع الأسف أشعر بأن كل أعمال "الفيديو كليب" متشابهة. يرى بعض النقاد انك ضائعة بين الأغنية الطربية الطويلة والأغنية القصيرة وكل ذلك كي تجاري العصر؟ - أنا قدمت ثلاثة أنواع من الأغاني الطربية الطويلة والكلاسيكية والقصيرة وهذه محاولة لمواكبة روح العصر، وتقديم ما يرغب به جيل الشباب... لكن هذا لا يعني انني انحرفت عن مساري الفني بل بقيت محافظة على روح أعمالي... فقد أمسكت العصا من منتصفها كما يقولون وأحببت ان أقدم أعمالاً بايقاع سريع في وقت حافظت فيه على الأغنية الرومانسية، وقدمت أغاني فيها طرب. صحيح ان مدتها قصيرة إنما هي طربية... ثم اننا لا نستطيع العودة الى ايام زمان بخاصة ان الملحنين الكبار رحلوا فلا نستطيع ان نأتي ببليغ حمدي آخر ولا برياض السنباطي آخر هناك ملحنون شباب اليوم، إنما لكل واحد أسلوبه. أين الطرب؟ وهل ما زال هناك من يسمع الطرب؟ - طبعاً، ولا أريد ان أظلم الجيل الجديد كله، إنما بلا شك هناك سميعة "ولو خليت بليت". هل هناك شكل محدد للكلمات او القصائد تساهم في اختيارك لها وعلى سبيل المثال أغنية "أنا بعشقك"؟ - في كلماتها جرأة، لذا كنت قلقة قبل ان أغنيها وقد قال لي الراحل بليغ حمدي "يا ميادة هذه جرأة لم تقل المرأة يوماً أنا بعشقك". واضاف: "اما ان يتقبل الناس الاغنية فتنجح او يرفضونها فتهبط..." كلانا كان قلقاً ولكن عندما غنيتها لأول مرة حققت نجاحاً كبيراً. لكل صوت ما يناسبه من الألحان، فهل كانت هناك ألحان معينة يختارها الملحنون لصوتك ومن هو الملحن الذي ارتحت معه أكثر؟ - ليت السنباطي لا يزال حياً. كان حظي قليلاً لأنني أخذت منه فقط "أشواق" ورحل عن هذا العالم. وغنيت قصائد كثيرة، وضعها مختلف ويجب ان يكون الفنان متمرساً ويتمتع بلفظ سليم وقدرات صوتية كبيرة ليستطيع اداءها، ثم هناك الملحن المتمكن والمتخصص في تلحينها وقلة هم ملحنو القصيدة والابرزان في هذا المجال هما السنباطي ومحمد الموجي. هل لديك شعور بأن الأضواء ابتعدت عنك بسبب الموجة الجديدة ام أنك ابتعدت انت وماذا تعتبرين مطربي هذه الأيام؟ - أنا اعتبرهم موجة... وليسوا نجوماً لأنني عندما أسمع أغنية وأنساها بعد عشرة ايام لا أشعر بأن هذه نجومية... عبدالحليم لا يموت ولا أم كلثوم... هناك فنانون لهم قاعدة متينة بالنسبة الى اصالتهم "أنا بعشقك" أغنية لم تمت. لو طلب منك ان تقدمي قصة حياة مطربة من تختارين؟ - صعب، فأنا ممكن ان أكون ممثلة فاشلة، حتى في الحياة لا أعرف ان أمثل.