تفتحت موهبتها وهي في الثامنة من عمرها عندما كانت تجلس الى جوار شقيقتها الكبرى، وهي تحفظ النصوص الأدبية بطريقة مغناة. وتفتحت آذانها على صوت أم كلثوم التي تعتبرها أمها الروحية. في السابعة عشرة من عمرها ألتحقت بالمعهد البلدي للموسيقي، ورغم أنها لم تكمل دراستها فيه، إلا أن الملحن المغربي حبيب الإدريسي اكتشف أنها تتمتع بصوت ذي طبيعة خاصة، وقدمها في الأغنية الأولى لها بعنوان أول خطوة، وكانت بمثابة جواز مرورها إلى عالم الطرب والغناء. وأثنت السيدة رتيبة الحنفي على صوتها حين قالت في مؤتمر صحافي إن "صوت حياة الإدريسي يُعدّ أقرب الأصوات إلى صوت أم كلثوم". حول بدايتها، وعصاميتها التي تعلنها دوماً، وأغنياتها الجديدة التي تؤديها باللهجة المصرية، وتجربتها الوحيدة مع الفيديو كليب، وأحلامها في مجال الغناء، كان ل"الحياة" الحوار التالي معها. تعلنين دوماً أنك مطربة عصامية هل يعني ذلك أنك لم تدرسي الغناء أو تتلمذي على يد أحد من الموسيقيين؟ - نعم، فأنا لم أكمل دراستي في المعهد البلدي للموسيقى لأنه ليس متخصصاً في الموسيقى العربية، كما أنني لم أكمل دراستي العلمية، وأعتبر سيدة الغناء العربي أم كلثوم المدرسة التي تتلمذت فيها، إذ كنت أردد أغنياتها باستمرار، وأضع ألبوماتها في جهاز التسجيل، وإذا صادفتني جملة صعبة أعيدها وأحاول معها مرة وعشرا إلى أن أصل اليها، ورغم ذلك فإنني أتمنى إصقال موهبتي بالدراسة في مصر. هل واجهتك اعتراضات من الأهل في البداية؟ - على العكس، لأنني نشأت في أسرة تحب الفن والفنانين، وشجعتني كثيرا لا سيما أن الفن سمة من سمات الرقي، ومن منطلق أن الفن يُعد شيئا راقيا بالنسبة لنا، وكانت أسعد لحظات والدي حين كانا يستمعان لي وأنا أغني. هل صلة القرابة بينك وبين الموسيقار حبيب الادريسي اختصرت لك الطريق؟ - الموسيقار حبيب الادريسي ليس قريبا لي، لكنه تشابه أسماء لكن هذا لا يمنع أنه أول من قدمني بأغنية أول خطوة في المغرب. وماذا عن لقائك بالموسيقار الراحل بليغ حمدي؟ - قابلني مرة في المغرب، حين كنت في العشرين من عمري وعرض عليّ الحضور معه الى القاهرة، ولكنني تخوفت، لأنني أعشق فن أم كلثوم، وكان ذلك بمثابة مسؤولية ضخمة جعلتني أقرر ألا أحضر الى مصر إلا حين أكون على قدر المسؤولية. شهرتك تقتصر على المهرجانات التي تنظمها دار الاوبرا المصرية، رغم أن اصواتاً أقل كفاءة منك تتمتع بقدر اكبر من الشهرة، لماذا؟ - قد يكون سبب ذلك ظهور أصوات عدة في مهرجانات التلفزيون المختلفة، بالاضافة الى جانب قلة ظهوري. ولكنني اشعر انني سأصل الى آذان كثيرة بعدما طرح ألبومي الجديد الذي أغنيه باللهجة المصرية، وأنتجته شركة "صوت الفن" ويحمل عنوان "باختصار" من كلمات عماد حسن وعمر الجبالي والحان حلمي بكر وفاروق الشرنوبي ومحمد ضياء الدين. ألم تفكري في تصوير إحدى اغنياتك فيديو كليب؟ - مع احترامي للمخرجين، فإن الفيديو كليب يجبر المتفرج ألا يرى أو يسمع لأن الصورة لا علاقة لها بالكلمات ومع ذلك فإنني مع الفيديو كليب الذي يحل معنى وقيمة، ويعبر عما اقول فلا يعقل ان نرى مطربا مثل نبيل شعيل أو كاظم الساهر، وهو يقفز وسط مجموعة من الفتيات العاريات والنيران وغير ذلك، وقد انتهيت من تصوير اغنية من كلمات عماد حسن والحان محمد ضياء الدين واخراج اسامة العاصي، واعتمدت فيها على المكان وصوتي فقط، إذ صورت في داخل القلعة والمسرح الروماني في الاسكندرية. هل الأغنية الخليجية اصبحت موضة التسعينات؟ - أنا معجبة جداً بالاغنية الخليجية، فرغم انها اكتشفت إلا أن حظها كبير جدا لوجود الدعم الهائل لها، والذي اتمنى ان يوجد مثله في كل الأقطار العربية، وامنيتي الكبرى ان نتوصل الى كلمة مبسطة في العالم العربي كله سواء في مصر أو الخليج أو الشام. على رغم شهرة المطربات المغربيات من أمثال سميرة سعيد وليلى غفران ورجاء بلمليح وأنت إلا أن هناك اتهاما يوجه إليكن بالتقصير في حق الأغنية المغربية؟ - نحن لا نقدم فنا في المغرب إلا من خلال الاذاعة والتلفزيون، فلا يوجد لدينا كاسيت إلا للأغنية الشعبية، وهذا ما يجعل الأغنية المغربية لا تصل الى المشرق، كما انها غير مفهومة إذا قورنت بالخليجية أو المصرية. وستتضمن ألبوماتي المقبلة أغنيات مغربية. ما الذي يميز صوتا عن الآخر في ظل الازدحام الذي تشهده سوق الاغنية العربية؟ - مع الأسف خرجت عن اطار الثقافة والفن الرفيق، وتميز الفنان حاليا اصبح صعبا إن لم يكن مستحيلاً، لأن الاغنيات العربية اصبحت كلها متشابهة. ولكي يحدث التميز، فإن على الفنان ان يقدم نوعا مبتكرا من الموسيقى او يجدد في الاسلوب مثل كاظم الساهر مثلا. ما حقيقة ما تردد في أن كاظم الساهر سيقدم لحنا لك؟ - التقيت والساهر غير مرة، واستمع الى صوتي، لكننا لم نتفق على شيء محدد بعد. كيف وقع اختيار عازف العود العراقي نصير شمة عليك لتشاركي من خلال ادائك لقصيدة "الليلة ليلتنا"؟ - التقيت وشمة في تونس، واقترح عليّ مشاركته في عمل فني من المشرق الى المغرب فرحبت بالفكرة، وكلمات القصيدة اعجبتني، وكذا لحن نصير شمة الذي اصفه بالجميل والقديم والمعاصر، وانا من اشد المعجبين بعزفه. أليس في مخططك الاتجاه الى التمثيل سينمائيا أو تلفزيونيا؟ - بسبب تدهور الفن العربي أن كل من "هب ودب" دخل مجالا ليست له ادنى علاقة به، وأؤكد ان المطربين الذين اتجهوا الى التمثيل لم ينجح معظمهم، انا لا افكر في التمثيل، ولا اصلح للسينما، لكن لا مانع لديّ من المشاركة في اعمال فنية بصوتي فقط.