دمشق - أ ف ب - في إطار مشروعها لتكريم أعلام الموسيقى العربية، أقامت دار الأوبرا السورية أخيراً حفلة لتكريم المطربة ميادة الحناوي، غنّت فيها الفنانة الحلبية مقاطع من بعض أغنياتها، الى جانب أغنيات لها قدمت بأصوات شابة. وتعاقب ثلاثة مغنين على أداء أغنيات الحناوي، بدءاً بالمغني الشاب المتمكن بيان رضا الذي قدم قصيدة «أشواق» من ألحان رياض السنباطي، التي غناها بصوته قبل ان يسحره صوت الفنانة فيسمح لها بغنائها، على ما ذكر دليل الحفلة. ثم غنّت نانسي زعبلاوي، المغنية السورية الشابة التي شاركت في برنامج «سوبر ستار» للمواهب، «حبينا» من ألحان بليغ حمدي، و «جبت قلب منين» لمحمد الموجي. زعبلاوي كانت اختيرت للمشاركة في الحفلة من المغنية الحناوي نفسها بسبب إعجابها بأدائها أغنياتها في برنامج «سوبر ستار»، بحسب تعبير مايسترو الفرقة ماجد سراي الدين. أما المغنية السورية الشابة شهد برمدا التي فازت بلقب «سوبر ستار» فغنت من ألحان بليغ حمدي «الحب اللي كان» ومن ألحان فاروق سلامة «نعمة النسيان». أما الختام فكان للمطربة الحناوي التي غنّت «هي الليالي كده» من ألحان عمار الشريعي، و «يا غائباً» لمحمد الموجي، قبل ان تختم مع بليغ حمدي بأغنيتيه «فاتت سنة» و «أنا بعشقك». الحناوي أطلت على الجمهور بفستان عنابي اللون وأثارت صيحات الجمهور لمجرد إطلالتها، صيحات راحت تنادي الفنانة بألقاب مثل «ملكة»، و «مطربة الجيل»، وتحييها باستعادة الصيحة التي طالما قيلت لسيدة الغناء العربي أم كلثوم «عظمة على عظمة». وعن أسباب اختياره لتلك الباقة من أغنيات ميادة، التي لا تحوي للمفارقة أي أغنية سورية، قال المايسترو سراي الدين «إنني ببساطة أضع نفسي مكان الجمهور وأتخيل ما الأغنيات التي يحبها لميادة». لكن المايسترو السوري وجد المهمة الأصعب في العثور على مغنين مناسبين لتلك الأغنيات موضحاً «ليست كل أغنية تليق بأي صوت حتى لو كان جميلاً في مكان ما». وعن أداء زعبلاوي في الحفلة قال «لقد اختارتها ميادة، وأنا بدوري اخترت الأنسب لها من بين أغاني ميادة». وأوضح المايسترو سراي الدين «نانسي صوتها حاد، ولو غنت «نعمة النسيان» لما نجحت ربما، كان الفرق واضحاً بين أدائها وأداء شهد برمدا». وفي ما يخص محاولات توزيع جديدة لما قدمه من ألحان قال سراي الدين «أنا تركت الموسيقى كما هي من دون اي تغيير». وأضاف: «أنا أصغر من ان ألون موسيقى للسنباطي او بليغ او الموجي، ولو فعلت لأسأت اليها»، وتساءل الفنان: «ما المغزى من الإضافة على تلك المقطوعات، وهي على ما عليه من جمال؟». ولم ينفِ المايسترو ان تكون الكورال ساعدت الحناوي في أدائها، موضحاً: «كانت متعبة في الأيام الأخيرة، ولم تقم الا ببروفة واحدة». وأشارت المطربة أثناء الحفلة الى بحة في صوتها. لكن يبدو ان الجمهور كان متسامحاً على الدوام، هو الذي جاء يحتفل ب «مطربة الجيل». وتقول رائدة قاسم وهي مدرسة لغة عربية «ميادة على زماننا كانت مطربة الجيل ووعينا عليها. ألحانها ليست أي كلام»، مضيفة: «لقد لحّن لها العظماء، نحن نستمع الى ميادة لأن هناك طرب، وكلمة حلوة، لاحظ الجمهور تعرف الفرق». الإعلامية هيام حموي قالت: «هذا التكريم جاء ليذكرنا كم أوحى هذا الصوت لملحنين كبار»، مضيفة: «نادراً ما استقطب صوت كل هذا العدد من الملحنين الكبار دفعة واحدة». وعن الأصوات الشابة التي غنّت ميادة قالت حموي: «جميل ان تغنيها أصوات شابة، ولكنها ظلمت بجانب ميادة، على رغم انها قالت انها متعبة». ودعت الى «حفلة دورية لميادة، كل شهر او شهرين، لنستذكر معها الطرب الحلو».