"أعيدي تصنيع خزانة ملابسك"، شعار مصممة الازياء اللبنانية زيان الخليل التي اختارت ان تسلك نهجاً جديداً في تصاميمها هو الاول من نوعه في لبنان ويجمع بين البساطة والجرأة في الوقت نفسه، لتوفر على الفتيات تكاليف ملابس جديدة باهظة الثمن. والحبكة في تصاميمها انها تدمج قماشاً قديماً مستعملاً بآخر جديد او تعيد تصميم زي قديم من خلال تطويره واستعمال قماشه في ابتكار زي مختلف تماماً مع لمسات تضيفها هي من مخيلتها، لينتهي الامر بثوب ناعم حيوي يبرز أنوثة المرأة في أسلوب غير منفر يجذب الانظار ويوحي بأناقة عملية "سبورشيك" وباسعار مناسبة. زيان الخليل تتبع قاعدة في عملها وهي ان كل ثوب يمكن ابتكار اشياء منه أفضل، ما جعلها تستمد معظم خاماتها من محلات بيع الألبسة المستعملة البالة والاقمشة المتبقية لدى تجار الجملة. لكن هذه الفكرة تبقى غير مستحبة لدى الناس الى ان يطّلعوا على تصاميمها المميزة والجديدة والمبتكرة في شكل ينسي الناظر أصل القماش. وهي تفضل الألوان الغامقة لا سيما الاسود مع لمسات صغيرة مبهجة. وزيان متعددة المواهب واللغات، فإلى جانب كونها مصممة أزياء هي كاتبة وإعلامية وتدرس اللغتين الألمانية والايطالية لتزيد من ثقافتها اذ تعرف العربية والانكليزية والفرنسية. "الحياة" التقت زيان الخليل، التي لا يتعدى عمرها 24 عاماً، لتتعرف على فلسفتها الخاصة حول الازياء. تقول: "أنا أؤمن بأن لكل امرأة طابعها الخاص الذي يليق بها يكسبها قدرة على ان تبدو جميلة، إذ ان ما يليق لامرأة لا يليق لاخرى. والشابات يرتكبن خطأ في اتباع الموضة بغضّ النظر عما اذا كانت تليق بهن أم لا، إضافة الى كونهن لا يمتلكن الجرأة على ابتكار ما يناسبهن خوفاً من أن لا يكون مقبولاً لدى المجتمع. فما يفعلنه هو انتظار كل ما يدرج في الموضة لينتهي الامر بان نجدهن جميعاً متشابهات من دون تميز". وتضيف: "لدي هواية ان أصنع من اللاشيء شيئاً، وأكره رمي الاشياء لأني أثق بأن كل شيء يمتلك فرصة تحويله الى ما هو أفضل ومختلف. انني استمد خاماتي من البالة وما يتفضل لدى تجار الجملة في لبنان وسورية ولندن خصوصاً ان معظم تلك الخامات فرنسي وألماني وانكليزي وأميركي. وأحرص طبعاً على ان يكون في حالة ممتازة. كما يمكنني تحويل ثوب قديم لي أو لأي شخص الى زي جديد بتصميم رائع عوضاً عن رميه. فالناس يعتقدون بأن البالة للفقراء أو الهيبيين، لكنهم يغفلون ان معظمها في حالة جيدة وقد تكون جديدة ويمكن الاستفادة منها في ابتكار عشرات الموديلات. انها فكرة جديدة تحتاج الى وقت كي يتقبلها الناس اضافة الى كونها تتطلب موهبة ونظرة عميقة لان ابتكار تصميم من زي جاهز أصعب من ابتكاره من قماش جديد". وعن بدايتها تقول: "منذ ان كان عمري 14 عاماً، كنت أصمم ملابسي ومجوهراتي وشكْلات شعري وأعطي بعضها الى صديقاتي، وكنت أحلم بأن أكون سيدة أعمال كأمي. وبعد ان أنهيت دراستي الجامعية في ادارة الاعمال الجامعة الاميركية في بيروت توجّهت الى لندن حيث درست تصميم الازياء ثم تعلمت القص والخياطة في جمعية الشابات المسيحيات". وتتابع قائلة: "في ليلة رأس السنة العام 1995، أطلقت مجموعتي الاولى التي كانت تضم 15 فستاناً أسود في منزلي ودعيت حينها أقاربي واصدقائي ومعارفي فقط. ومنذ اليوم الاول بعت سبعة فساتين دفعة واحدة. لكني لم أشعر وقتها بالنجاح لأن ما كنت أتخيله في رأسي لم يُنتج كما أردت بسبب عدم خبرتي بكيفية التواصل مع الرسم على الورق وإيضاح الفكرة للخياطين". وعن عملها الحالي توضح: "أنا لا أزال مصممة ازياء مبتدئة. لذلك أتروى جيداً الآن، وأكتفي باطلاق مجموعة كل موسم تضم 15 قطعة تختلف عن الاخرى ولا أروّج لها بحملات إعلانية ضخمة. وأعمل حالياً في تصميم الاحذية التي تلاقي رواجاً كبيراً. لكن المشكلة هي أسعار الملابس. فأنا أطمح الى تخفيضها اكثر مع انها معقولة، لكن ذلك يتطلب ان أخيّط من كل موديل اعداداً كبيرة وهو شيء لم أفعله بعد. فمثلاً الملابس العملية تبلغ أسعارها 50 دولاراً والكلاسيكية 100 دولار أبرزها طقم بني اللون من قماش ممتاز عليه فرو أصلي ابتعته من البالة في لندن". وتضيف: "لدي حالياً ثلاثة خياطين يعملون معي وكل له اختصاصه. وأحدهم خياط رجالي ليخيط الجاكيتات. واستقبل طلبات الزبائن في مكتب أمي مؤقتاً الى ان أفتح محلي الخاص بي. والطريف في الامر ان جيراني جميعاً أعطوني جينزات قديمة كي أعيد تصميمها لهم في شكل جديد". وتقول: "تصاميمي تناسب الجميع لانها ليست مليئة بالتفاصيل بل بسيطة مع لمسة صغيرة تعطيها التميز وتجعلها مختلفة عن غيرها، فيمكنني ان أدمج مع بنطال الجينز قماشة مخملية أو قماشاً من ملابس الجيش. كما يمكنني إدخال قطع جينز صغيرة على زي كحلي مثلاً، أو أرسم وجوهاً مبتسمة على فساتين سوداء. إن المظهر الأنثوي للمرأة يكمن في ارتدائها فستاناً، وليس بالضرورة ان ترتدي الجينز فقط كي تكون عملية. فأنا أصمم فساتين ناعمة أنثوية عملية". وتؤكد "لدي فكرة مميزة سأطورها قريباً وهي استبدال القسم العلوي من الفستان بأية قطعة في اي وقت كما هي الحال في تقليعة ساعات "GUCCI" مثلاً التي يمكن تبديل سوارها بأي لون وفي أي وقت، وذلك من خلال تصميم فستان بلون واحد مرفق بقطع تناسب القسم العلوي وتتماشى مع لون الفستان، وتجهيزه والقطع بسحّاب أو أزرار خفية لفكها في أي وقت وانتزاع القسم العلوي وتركيب أي قسم آخر مكانه، وبذلك تحصل الفتاة على ثلاثة فساتين مثلاً في فستان واحد". وتشير الى انها بعد ان تصقل موهبتها جيداً وتنمّي خبرتها "ستحترف هذه المهنة في شكل أوسع وتفتح محلاً خاصاً بها في لبنان، لكنه لن يكون عادياً لانها ستقسّمه الى اجزاء عدة للملابس ذات الاقمشة الجديدة، وأخرى دمجت فيها أقمشة جديدة بأخرى مستعملة، وملابس من أقمشة مستعملة، وقسم لتلقي طلبات الزبائن ممن يرغبون في تحويل موديلات ملابسهم القديمة الى اخرى جديدة، وآخر للاحذية".