أعلن رئيس حركة التمرد في افريقيا الوسطى الجنرال فرانسوا بوزيزي نفسه "رئيساً للجمهورية" عبر الناطق باسمه بارفيه مباي غداة انقلاب خاطف جرى في غياب الرئيس المنتخب انج فيليكس باتاسيه. وتلا الناطق باسم الجنرال بوزيزي الكابتن مباي في بانغي على الاذاعة الرسمية بياناً رسمياً من "رئيس الجمهورية" يطلب من القوات المسلحة والقوى الامنية الالتحاق بالثكنات خلال النهار. ودعا بوزيزي الشعب الى "الحفاظ على الهدوء ووقف اعمال النهب". وقال الناطق باسمه بلغة سانغو الوطنية ان "رئيس الجمهورية يشكركم على الاستقبال الحار الذي خصص له". وكان المتمردون التابعون لرئيس هيئة اركان جيش افريقيا الوسطى السابق يسيطرون صباح أمس على كل النقاط الاستراتيجية في العاصمة، القصر الرئاسي والمطار والاذاعة والتلفزيون والجادات الكبرى، بعدما استغلوا السبت غياب الرئيس الذي كان في نيامي للمشاركة في قمة لرؤساء دول افريقية لمهاجمة بانغي من دون مواجهة مقاومة فعلية، فيما لم تسجل اي معارك أمس. وبدأ القتال في بانغي بعد ظهر السبت اثر قيام مقاتلين في شاحنات صغيرة بالهجوم على مطار المدينة ومقر اقامة باتاسيه واستولوا بسرعة على نقاط استراتيجية واجبروا قوة افريقية لحفظ السلام على التقهقر. وقال سكان ان جنود القوات المسلحة النظامية لم يواجهوا المقاتلين الذين كانوا يرتدون ملابس عسكرية. وحول مسار طائرة الرئيس باتاسيه الذي كان سيعود الى بانغي بعد ظهر السبت في اتجاه عاصمة الكاميرون، ياوندي، بسبب الوضع العسكري في افريقيا الوسطى. وأمضى الرئيس ليلته في فندق هيلتون في ياوندي برفقة زوجته ووفد من افريقيا الوسطى بعدما استقبلته السلطات الكاميرونية. ولم يدل بأي تصريح. عمليات نهب وخيّم هدوء حذر على بانغي بعد ليلة من الاضطرابات، بعدما قام مئات من سكان العاصمة بنهب منازل تركها مسؤولو النظام وبينها منزل الرئيس ورئيس الوزراء مارتن زيغيليه الذي لم يعرف مصيره بعد. كما تم نهب مساكن رعايا فرنسيين ومتاجر وشركات. وسجلت مشاهد ابتهاج ترحيباً بوصول المتمردين في بعض الأحياء الشعبية. ويبدو ان غالبية العسكريين النظاميين انضمت الى صفوف المتمردين او اختلطت بين السكان المدنيين عند بدء الانقلاب. وأوضح الكابتن مباي ان الجنرال بوزيزي يريد "ادارة انتقالية جماعية" و"ليس عسكرية على الاطلاق" مع "كل شعب افريقيا الوسطى" وانه سيتوجه قريباً بكلمة شخصياً الى الامة. وقاد بوزيزي سلسلة من المحاولات الانقلابية على مدار العامين الماضيين في افريقيا الوسطى. وقضى باتاسيه على هجمات سابقة لرجال بوزيزي بالاستعانة بالقوات الليبية والمتمردين الكونغوليين. وحلت قوة حفظ سلام قوامها 350 جنديا محل القوات الليبية تتألف القوة من جنود من عدة دول افريقية مجاورة لافريقيا الوسطى. إدانة فرنسية ودانت فرنسا مساء السبت "اي محاولة مسلحة للاطاحة برئيس دولة منتخب شرعياً" في بيان لوزارة الخارجية. وأعلنت ان "الحل السياسي وحده سيتيح الخروج من الازمة في افريقيا الوسطى".