وصل بعد ظهر أمس الى معبر قوشتبا القريب من مدينة اربيل في شمال العراق نحو 216 شخصاً، معظمهم من الشبان والرجال، قادمين من مدينة كركوك التي تبعد عن المعبر نحو 40 كيلومتراً. القادمون جميعهم من الأكراد وقالوا انهم غادروا هرباً من الاضطهاد بعدما شددت السلطات العراقية اجراءاتها في المدينة، وسرت اشاعات فيها عن وصول ابن عم الرئيس العراقي علي حسن المجيد اليها، ومن المعروف أن هذا الأخير سبق أن قاد الحملات التي نظمها الجيش العراقي ضد الأكراد. وقال سامان ياسين، وهو شاب عشريني هرب أمس من كركوك، ل"الحياة": "لم يطردنا أحد، ولكن منذ أيام نحن لا ننام في منازلنا. قسم كبير منا جاء الى اربيل مشياً على الاقدام بعدما قيل لنا ان علي حسن المجيد ابن عم الرئيس جاء الى كركوك. لقد اعتقلوا الكثير من الشبان، ومفارز الجيش تحمل لوائح بالأسماء". وتوزع اللاجئون الأكراد على أقاربهم في مدينة اربيل خصوصاً في مجمعي دارتي وبنحلاوة اللذين يضمان آلافاً من اللاجئين من أهالي كركوك. وتشكل الأخبار الواردة من المدينة الكردية والتي تختزن ثلث احتياط النفط العراقي، واجهة الأخبار هذه الأيام. وقال النازحون منها ان الحكومة منعتهم في الأيام الأخيرة من استقبال الضيوف، وطلبت منهم ملازمة منازلهم. وقال آخرون ان الحرس الجمهوري زود "معسكر خالد" في وسط المدينة صواريخ من طراز "الصمود 2"، وبعدما نزع الجيش الأسلحة من العشائر الكردية فيها، ضاعف التسليح للعشائر العربية، علماً أن كركوك تعد رابع مدينة في العراق بعدد السكان.