دعا أعضاء مجلس الأمن الدولي جميع الأطراف في العراق إلى الامتناع عن التهديد باستعمال القوة واستخدامها، والاشتراك في حوار بناء كوسيلة لوقف التصعيد وللحفاظ على وحدة العراق مع التمسك بأحكام الدستور العراقي، معبرين عن قلقهم إزاء التقارير الأخيرة عن أعمال عنف بالقرب من مدينة كركوك. وأكد أعضاء المجلس مجدداً احترامهم لسيادة العراق وسلامته الإقليمية ووحدته، فضلاً عن أهمية التركيز على جهود هزيمة تنظيم داعش الإرهابي. إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم هيئة الحشد الشعبي العراقي النائب أحمد الأسدي أمس أن قطعات الحشد الشعبي والقوات الأخرى انسحبت من مناطق وسط كركوك استجابة لقرار رئيس الحكومة القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي بعد اتمام مهامها. وبخصوص مغادرة آلاف المدنيين منازلهم بعد دخول القوات العراقية لوسط كركوك، قال الأسدي: ذلك أمر طبيعي، ونحن حرصنا على إعادتهم، ولكن هناك وسائل إعلام وفضائيات كردية تبث من أربيل أكاذيب، وتنشر أخباراً مضللة مفادها أن القوات العراقية في كركوك ستقتلكم إذا ما تمت عودتكم إلى منازلكم، وهذا كلام غير صحيح، جميع مكونات المدينة أخوة والقوات العراقية تعمل على حمايتهم. وكان مسؤولون في حكومة كردستان أفادوا بأن نحو 100 ألف كردي فروا من كركوك خشية وقوع اضطرابات منذ سيطرة القوات العراقية على المنطقة. في هذه الأثناء، قال تلفزيون رووداو ومقره أربيل نقلاً عن قائد في قوات البشمركة الكردية إن القوات الكردية لم تنسحب من حقل نفط خورمالة شمال غربي كركوك. فيما أفادت مصادر في الجيش العراقي بأن قوات البشمركة انسحبت من مواقعها في مجمع حقل نفطي في ناحية زمار شمال غربي مدينة الموصل. وأصدرت محكمة تحقيق الرصافة أمراً بالقبض على النائب الأول للأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول، على خلفية تصريحاته الأخيرة التي اعتبر فيها قوات الجيش والشرطة الاتحادية في محافظة كركوك قوات محتلة. من جهة أخرى، أكد سكان محليون بأن تنظيم داعش الإرهابي فرض إجراءات لمنع حركة المواطنين في ناحية العبيدي التابعة لقضاء القائم أقصى غربي العراق. وقال عدد من السكان إن تلك الخطوة اتخذها التنظيم بسبب عبارات مناهضة له مكتوبة على الجدران بينها (اتركوا ديارنا) و(يسقط داعش) و(عاش الجيش العراقي) ورفع العلم العراقي على بناية إحدى المدارس. وأوضح الشهود من داخل الناحية التي تقع تحت سيطرة "داعش" أن عناصر التنظيم منعوا المدنيين العزل من التجوال وفتشوا جميع المنازل "بحثاً عن متعاونين مع الأجهزة الأمنية".