كشفت ورشة تعليمية عقدت أخيراً في مدينة جدة أن نسبة الأمية في الوطن العربي بلغت 27,9 في المئة من إجمالي سكان الوطن العربي البالغ عددهم 350 مليون نسمة. مؤكدةً أن هناك عدداً من نقاط الضعف في الجوانب التي تقوم لدى معلم الكبار، ما أسهم في تسرب عددٍ من منسوبي التعليم والوصول إلى هذه النسبة. وأكد المدير الأول للتربية في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور يحيى الصايدي خلال الورشة التدريبية للقيادات المسؤولة عن تقويم أداء معلمي الكبار في الدول العربية، أن هذه الورشة تهدف إلى رصد أهم المشكلات التي تواجه معلمي الكبار والتي تطرح راهناً في هذا المجال، مشيراُ إلى أنها تسعى إلى تحديد موقع التقويم في العملية التعليمية عموماً، ودورها في تعديل المسار التعليمي وتحقيق النمو المهني للمعلم. وأوضح خلال الورشة التي شهدت حضور عددٍ كبير من قياديي التربية وتعليم الكبار في الوطن العربي أن تقويم أداء معلمي الكبار يأتي من خلال تحليل مفهوم التقويم عموماً وتقويم أداء معلم تعليم الكبار خصوصاً، مشدداً على أهمية توصيف الكفايات المستوجبة لدى معلمي تعليم الكبار التي يمكن في ضوئها تقويم أداء هذه الفئة من المهنيّين بدءاً من وضع أهداف التقويم، وبناء الأدوات القابلة للاعتماد سعياً إلى تحقيق هذه المهمة، والأشكال الممكنة لملاحظة الأداء. وأشار إلى أهمية الاستغلال الأمثل للمعطيات التي يمكن جمعها عبر عمليات الملاحظة، والعمل على اقتراح مجموعة من أدوات الملاحظة والتقويم (بطاقات ملاحظة، ملف الإنجاز، الخ...)، والتي يمكن أن تكون قابلة للتطويع والتكييف مع مقتضيات مختلف السياقات والأوساط التي يمكن أن تستخدم في إطارها بغية الحصول على بيانات ذات التصاق بالواقع وذات وجاهة وصدقية من الناحيتين النظرية والعملية. من جانبه، أكد مساعد المدير العام للتربية والتعليم في محافظة جدة أحمد الزهراني أن الغرض من كشف نقاط القوة والضعف في الجوانب التي تقوم لدى المعلم إنما هو في النهاية التعرف على الأسباب الكامنة وراءها، وإعداد ما يلزم للتغلب عليها، ومن ثم يصبح الهدف من تقويم أداء معلم الكبار في التحليل النهائي هو النهوض ببرامج إعداده وتدريبه أثناء الخدمة حتى يحقق الأهداف المرسومة للبرامج التي يقوم بتعليمها. ولفت إلى أنه لا يخفى الدور الحاسم الذي يلعبه مسيرو تعليم الكبار في إنجاح جودة محو الأمية، وتعليم الكبار، وإسهامهم بقسط كبير في إنماء القدرات الذهنية والمهارات الإجرائية الضرورية لتحقيق الرؤية المعتمدة في المجال. وقال: «لابد أن تحتل تنمية كفايات مدربي الكبار موقعاً مميّزاً في برامج تطوير معارف ومهارات الكبار عبر برامج التربية والتطوير الاجتماعي في البلدان الفقيرة والنامية على وجه الخصوص»، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيجعل التدريب المستمر لهذه الفئة من المهنيين مبدأً جوهرياً لتنظيم التعلم. وأضاف: «إن التقويم التربوي يعتبر أحد أهم الأركان الأساسية للعملية التربوية، حيث يمثل حجر الزاوية لإجراء أي تطوير أو تجديد تربوي يهدف إلى تحسين عملية التعليم والتعلم في أية مرحلة من مراحل التعليم»، مؤكداً على أن جميع متخذي القرارات التربوية باتوا ينظرون إلى التقويم التربوي على أنه المحرك الرئيس الذي يدفع العاملين في المؤسسة التربوية على اختلاف مواقعهم في السلم الإداري إلى العمل على تحسين أدائهم وممارساتهم، وبالتالي مخرجاتهم.