اغتيل رئيس الحكومة الصربية زوران جينجيتش 51 سنة في بلغراد أمس، في حادث يتوقع أن تكون له تداعيات في المجال المحلي وعلى علاقات صربيا الدولية. ووقع الحادث أثناء وجود جينجيتش في حوالى الساعة الواحدة و25 دقيقة بالتوقيت المحلي الساعة 12 و25 دقيقة بتوقيت غرينتش في باحة مبنى الحكومة الصربية وسط بلغراد، حيث تعرض لإطلاق نار من بندقية آلية من مبنى مجاور، وأصيب برصاصتين في صدره وبطنه، وأجريت له جراحة عاجلة في مستشفى للطوارئ إلا أنها أخفقت في إنقاذ حياته. وأفادت تقارير في بلغراد، أن العملية نفذها ثلاثة أشخاص، أحدهما قتل والآخر جرح واعتقل، فيما فر الثالث في سيارة. وفرضت قوى الأمن حال طوارئ في مناطق متفرقة من صربيا، خشية حصول اضطرابات، من مؤيدي الحكومة أو معارضيها، كما أغلق مطار بلغراد لبعض الوقت. ونعت الحكومة الصربية رئيسها جينجيتش وأعلنت الحداد في صربيا مدة ثلاثة أيام اعتباراً من اليوم الخميس. وكان جينجيتش تعرض في 21 شباط فبراير الماضي لمحاولة اغتيال في طريق مطار بلغراد، عندما اعترضت شاحنة موكبه، لكن سائق سيارته تمكن من تجنب الاصطدام بها. ووجهت السلطات الاتهام في تلك المحاولة إلى "جماعات الجريمة المنظمة". ولا يستبعد المراقبون في بلغراد أن تكون للاغتيال دوافع سياسية كون جينجيتش يوصف ب"الاعتدال السياسي"، وله أعداء من القوميين المتشددين الذين كانوا يتهمونه بالاستسلام للولايات المتحدة وعدم اتخاذ أي إجراء لاستعادة كوسوفو، إضافة إلى أنصار الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش الذين حمّلوه مسؤولية اعتقاله وتسليمه إلى محكمة لاهاي. ودان رئيس "الحزب الديموقراطي الصربي" رئيس الاتحاد اليوغوسلافي السابق فويسلاف كوشتونيتسا اغتيال جينجيتش، واتهم "الجماعات الإرهابية التي ظلت سائبة بتنفيذ الجريمة". وأشار إلى أنه كان على خلاف سياسي مع جينجيتش، ولكنه لا يمكن أن يقبل بمثل هذه الجرائم. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة في بلغراد أن المرشحين لخلافة جينجيتش في رئاسة الحكومة، هما نائبه في رئاسة "الحزب الديموقراطي" زوران جيفكوفيتش أو رئيس المجموعة البرلمانية للحزب تشيدومير يوفانوفيتش. وتوقعت المصادر نفسها أن يكون للاغتيال تأثير في المجال المحلي تؤدي إلى المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، يرجح أن تفوز بها الفئات القومية خصوصاً المعتدلة بقيادة كوشتونيتسا، كما ستؤدي إلى بعض العراقيل المرحلية أمام إجراءات الاتحاد بين صربيا والجبل الأسود، حيث كانت قيادة الجبل الأسود تفضل التفاهم مع جينجيتش. وولد جينجيتش في مدينة شاماتس شمال البوسنة في 1 آب أغسطس 1952. وحصل على شهادة الدكتوراه من ألمانيا، وكان معروفاً بتقربه من منظمة "بادر - ماينهوف" الألمانية المتطرفة. وأسس "الحزب الديموقراطي" عام 1990، وكان معروفاً بمعارضته لنظام ميلوشيفيتش، وتولى رئاسة الحكومة في كانون الثاني يناير 2001، بعد فوز "الحركة الديموقراطية الصربية" بالانتخابات، وهو متزوج وله ابن وابنة.