كشفت وزارة الداخلية الصربية عن وجود مخططات لدى تنظيمات الجريمة المنظمة المافيا لاغتيال شخصيات في السلطات المدنية والعسكرية، فيما اتهمت المعارضة مسؤولين حكوميين باستخدام هذه التنظيمات في مجال تصفيات صراعاتهم السياسية. وأفاد وزير الداخلية الصربي دوشان ميخائيلوفيتش امس، ان التحقيقات التي أجريت اثر اغتيال نائب رئيس جهاز الأمن بوشكو بوخا الشهر الماضي، توصلت الى معلومات ان من بين مخططات جماعات المافيا، اغتيال الكثير من كبار المسؤولين الحكوميين والأمنيين، بينهم رئيس تجمع نواب "الحركة الديموقراطية الصربية" الحاكمة في البرلمان الصربي تشيدومير يوفانوفيتش القيادي في الحزب الديموقراطي بزعامة رئيس الحكومة زوران جينجيتش. وأشار الى ان وزارة الداخلية لا تزال غير قادرة على الإمساك بكل خيوط هذه الجماعات الإجرامية وارتباطاتها "نظراً الى قوة تنظيماتها وإمكاناتها، ومعرفتها بوسائل اجهزة الأمن لملاحقتها نتيجة وجود عناصر شرطة سابقة في صفوفها". وأوضح ميخائيلوفيتش انه قدم طلباً الى رئاسة البرلمان الصربي لفتح مناقشة حول "تفاقم الجريمة في صربيا وإجراءات وزارة الداخلية لمكافحتها". ومن جانبه، اكد الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا زعيم الحزب الديموقراطي الصربي المعارض ان مشكلة الجريمة المنظمة التي تجتاح صربيا، مرتبطة بوضع النظام الهش في صربيا، القائم على ائتلاف فئات متشعبة متباينة الأهداف والارتباطات تجمعها فقط مصالح الأشخاص الموجودين في السلطة في التمسك بمواقعهم بكل الوسائل، في وقت يشتد الصراع بين هذه المجموعات السياسية وغيرها من اجل الهيمنة على الحكم. وأكد ضرورة ان يفتح البرلمان مناقشة صريحة حول "هذا الوضع الخطير". وإلى ذلك، أفاد رئيس "الحزب الراديكالي الصربي" فويسلاف شيشيلي، انه لا يمكن تحقيق اي نجاح في مكافحة جماعات المافيا، من دون تغيير في السلطة الحالية "لوجود ادلة مؤكدة ارتباط هذه الجماعات بعناصر حكومية، وهو السبب الذي يجعلها في منجى من إلقاء القبض عليها". وقال في مؤتمر صحافي في بلغراد "ان ميخائيلوفيتش لا يستطيع كشف الحقيقة كاملة، ما دام هو جزء من الحكومة القائمة".