ركّزت محادثات الرئيس الفرنسي جاك شراك ونظيره الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة على العلاقات بين البلدين. وكان بوتفليقة بدأ امس زيارة دولة الى فرنسا هي الاولى من نوعها منذ 17 سنة، وتستمر حتى السبت المقبل. ونقلت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا عن شيراك قوله ترحيباً بضيفه ان الوقت حان لكي تستأنف الجزائروفرنسا السير جنباً الى جنب، آملاً بنجاح هذه المرحلة الرئيسية في اطار تجديد العلاقات الثنائية بين البلدين. ونقلت كولونا عن بوتفليقة قوله ان الظروف متاحة لتقارب البلدين واستئنافهما الحوار في اجواء مواتية. وان زيارته لفرنسا تأتي في مرحلة مهمة تشهدها الجزائر بعد السنوات العشر الصعبة التي عاشتها. وشرح بوتفليقة الصعوبات القائمة والتقدم الحاصل في الجزائر. قائلاً انه جاء الى فرنسا "بمثابة صديق" من اجل "اعادة تأسيس العلاقات الفرنسية - الجزائرية". وطلب بوتفليقة مساعدة فرنسا في مشكلة الديون المترتبة على الجزائر، فتعهد الرئيس الفرنسي بالعمل على طرح هذه المشكلة في اطار نادي باريس والمؤسسات المالية الدولية، كذلك أثار موضوع الديون المترتبة على الدول الافريقية وقال انه سيتباحث بشأنها مع اليابان خلال زيارته لطوكيو في تموز يوليو المقبل. وفي كلمة ألقاها امام الجمعية الوطنية الفرنسية، عبّر بوتفليقة عن تأييده لمشاريع الحوار بين ضفتي المتوسط، لكنه اشترط ان يستند هذا التعاون، اضافة الى العلاقات الاقتصادية الى قيم مشتركة وحوار مستمر. ودعا الى محو آثار الفترة الكولونيالية والجروح التي خلفتها، مشيراً الى ان الاقرار بأخطاء الماضي مساهمة يجب ان تستمر وتشمل مجالات عدة منها حرب الجزائر التي يتوجب تسميتها باسمها واصلاح اسلوب الكلام عن هذه الحقبة التاريخية. وطالب بوتفليقة بتحسين ظروف معيشة الفرنسيين من اصل جزائري بصفتهم حلقة وصل بين البلدين ونظراً الى انعكاس اوضاعهم على الجزائريين. ويرافق بوتفليقة خلال زيارته وفد وزاري كبير يضم وزراء الخارجية والمال والتخصيص والموارد المائية والثقافة والنقل. ويعقد هؤلاء الوزراء لقاءات ثنائية مع نظرائهم الفرنسيين لدرس الملفات العالقة بين البلدين.