يبدأ الرئيس الفرنسي جاك شيراك اليوم الاربعاء زيارة دولة لتونس تستغرق يومين ويشارك في اعقابها في القمة الأولى لمجموعة "5"5" التي دعا اليها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وفيما ركزت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا على البُعد الاقتصادي للزيارة وعلى كونها "رسالة صداقة ودعم وتشجيع للتغيير والاصلاح" الذي تشهده تونس، فإن المحادثات بين شيراك وبن علي التي ستتم عبر جلستين احداهما مغلقة وعشاء دولة، لن تخلو من عدد من المواضيع الشائكة. ومن بين هذه المواضيع قضية حقوق الانسان في تونس في ظل الإضراب المستمر عن الطعام الذي تنفذه المحامية راضية نصراوي، وايضاً قرار السلطات قطع التمويل الأوروبي للرابطة التونسية لحقوق الانسان. ولم تستبعد كولونا امكان التطرق الى هذه المواضيع بقولها ان "كل شيء وارد للنقاش بين الأصدقاء". وعلى اللائحة نفسها يمكن ادراج الخلاف العقاري بين تونسوفرنسا بعدما فرضت الأولى اجراءات صارمة على الفرنسيين الراغبين ببيع العقارات التي يملكونها في تونس. وذكرت كولونا ان تقدماً ملحوظاً برز في شأن هذا الملف في الأيام الأخيرة. وذكرت ان المحادثات ستتناول ايضاً موضوع مكافحة الارهاب الذي ازداد الحاحاً منذ عملية التفجير في جربة في ربيع العام الماضي والهجرة غير الشرعية الى فرنسا. ويرافق شيراك وفد يضم وزراء الخارجية والصحة والتعاون والسياحة والتجارة الخارجية. ويتخلل الزيارة توقيع اتفاقين قنصلي وسياحي. أما بالنسبة الى قمة "5"5" التي تضم ايطاليا واسبانيا والبرتغال ومالطا إضافة الى فرنسا والدول الخمس الأعضاء في اتحاد المغرب العربي، فقالت كولونا انها تنطوي على "أهمية رمزية وسياسية مميزة". وذكرت انها تعبر عن اهتمام الدول الأوروبية الخمس بالشركاء المغاربيين. واكدت ان الجانب الأوروبي سيحرص على طمأنة الجانب المغاربي ان توسع أوروبا شرقاً لن يؤثر على الرغبة في تطوير الشراكة معه. ويتوقع ان تخيم قضية طائرة "يوتا" الفرنسية على أعمال القمة خصوصاً بعد تعرقل اتفاق التعويضات الاضافية لأسر ضحايا الطائرة. وتجنبت كولونا الخوض في تفاصيل هذه القضية. واكتفت بالقول ان الجانب الليبي كان تعهد على أعلى المستويات بتسويتها، مستبعدة حصول لقاء ثنائي على هامش القمة بين شيراك والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. ولن يغيب التوتر المغربي - الجزائري الذي يتمحور حول موضوع الصحراء الغربية عن أجواء القمة، وكذلك الشكوك الموريتانية بأن ليبيا تقف وراء محاولة الانقلاب التي تعرض لها الرئيس معاوية ولد طايع.